السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 19 سنة، ولدت في عائلة ملتزمة دينياً، أذكر أنني عندما كنت صغيرة أصبت بوسواس، وكنت أقول كلمات فيها سب الله، وكنت أخاف كثيراً وأبكي، وأخبر أهلي وإخواني، وكانوا يقولون لي: استعيذي من الشيطان، وقومي صلي ركعتين لله، ولكن هذا الوسواس لم يطل معي واختفى.
تغربت وعمري 11 سنة، وكنت ما زلت طفلة، لكنني لم أتقبل الغربة، فكنت أشعر بالوحدة، ولم أتأقلم مع من حولي، كنت أشعر بالغربة في المدرسة، فتولد لدي شعور أن أثبت وجودي، كنت دائماً أتخيل مواقف أنني أظهر أمامهم قوية، وأستطيع أن أثبت وجودي، وكنت لفترات طويلة أتخيل الموقف.
أتوقع في عمر 12 سنة بدأت أخاف من أشياء غريبة، أخاف أن يموتوا كل أهل البلد ولا يبقى أحد غيري، وكنت أفكر كيف سأجد الأكل الحلال في المحلات والأماكن التي ماتوا أصحابها؟ وكيف سأعيش لوحدي؟ وأفكار مشابهة، والآن أنا مقتنعة لحد كبير أنها أفكار غير منطقية.
في عمر 13 سنة، رجعت لبلدي، وكنت في قمة الفرحة بالرجوع، وأتوقع أنه في عمر 15 سنة، بدأت عندي الأفكار الوسواسية.
بدأت أفكر في الكون، وإن كان ديننا صحيحاً أم لا، وتعرضت لأفكار كثيرة، تخيلت كل شيء، وكنت أخشى هذه الأفكار، وأظل أستغفر وأغتسل وأتشهد؛ لأنني أخشى أن أكون قد كفرت بسببها، وأحاول أن أقنع نفسي بالعكس.
وبدأت أبتعد عمن حولي، ودائما أكون بين الناس وعقلي مشغول بتلك الأفكار، كنت أحلم كثيراً، وأحس أن تلك الأحلام لها علاقة بموضوع الوسواس، ومع الوقت تحولت الأفكار إلى شك، وازداد خوفي وأصبحت تائهة لا أعرف نفسي.
الوسواس لم يكن في الدين فقط، إنما أيضا في العبادات كالوضوء والصلاة، وبعض الحركات وتكرار الكلمات، إلى أن تحولت حياتي إلى شك مستمر في كل شيء، فلم أعد واثقة من شيء، ولا أستطيع أخذ أي قرار.
وبعد 4 سنوات من العذاب، والمحاولات الشتى في التخلص من الوسواس، قررت أن أدرس الموضوع جيداً، وأبحث عن الحل المناسب، ولا أعلم ما الصح، هل أتعالج بالدواء أم بالعلاج السلوكي؟ وهل هو فعلا مرض أم شيء من الشيطان؟ وبالنسبة للأعراض الجانبية للأدوية، هل هي خطيرة؟
وهل يجب أن أجد أجوبة مقنعة على أسئلتي، أم أتجاهلها؟ وإذا كانت مجرد أفكار تأتي لكثير من الناس، فلماذا هناك من غير دينه من المسيحية إلى الإسلام والعكس؟ وبما أنه يجب على الإنسان أن يفكر، فما هي الطريقة الصحيحة للتفكير؟ وكيف أتعامل مع أفكاري الآن؟
وهل الوسواس يسبب الشعور بالصعوبة في أداء العمل، أم هو مجرد قلق؟ كيف يمكنني أن أعيش حياة طبيعية بعيدة وخالية عن الأفكار الشكوكية خاصة الدينية؟ وكيف أتجاهل موضوع الأفكار؟
خائفة أن أموت وأنا على هذا الحال، أرجوكم انصحوني، وساعدوني، فأنا في حاجة لمساعدتكم، وشكراً لكم.