الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي تلومني على زوجي الذي اخترته، فكيف أكسب رضاها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدة متزوجة منذ سنتين، بعد معاناة الارتباط بزوجي، فأهلي وعائلتي رفضوا هذا الزواج بسبب أن حالته المادية والاجتماعية غير مناسبة، فبقيت مصرة على الارتباط به، و-لله الحمد- رزقنا بطفلة.

مشكلتي هي أمي، حيث أنها تلقي اللوم علي، وتقول لي هذا زواج فاشل، وأنا لن أحب زوجك، ولن أرضى عنه، وتقول أيضا أنت فاشلة، ونحن عائلة نعاني من مصائب كثيرة، وأنت لم تأت بالأفضل، فقط زدت الهم أكثر، وتقول: كان حلمي أن أراك متعلمة، وأنت لم تفلحي في شيء.

الحقيقة أنني لست نادمة على زواجي، ولكنني أشعر أن إهاناتها الكثيرة تفقدني الثقة في النفس، ووزني نزل، وأفكر كثيراً، تعبت من كلامها.

سؤالي: هل اختياري كان خاطئاً أم هو نصيبي؟ زوجي يحبني بجنون، وأنا أيضاً، لكن ما الحل مع كثرة الكلام واللوم؟ أريد جواباً لمشكلتي.

أنا بنعمة من الله، حيث أنني مداومة على الصلاة والصوم، ومؤمنة بأن الله -سبحانه وتعالى- يحبني، وأنه هو الذي اختار لي، وأن الخيرة في ما اختاره الله.

رأيت رؤيا: وهي أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- جاءني في الرؤيا يوصيني بزوجي، وقال لي -صلى الله عليه وسلم-: إن زوجك من حفظة القرآن الكريم.

أرجوكم أفيدوني، وجزاكم الله خيراً على هذا الموقع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ سوسن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ابنتنا الفاضلة العاقلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، والإصرارعلى الارتباط بحامل القرآن، وهنيئا لك بحبه لك، ونسأل الله أن يصلح حال والدتك وأحوالنا وحالك، وأن يلهمك السداد والرشاد ويصبرك.

وأرجو أن لا تقفي طويلاً عند كلام الوالدة، وأحسني الاستماع لها، ولكن لا تفعلي إلا ما يرضي ربك وربها، وأحسني التعامل معها، وتذكري أن الله قال في شأن من كانت تطلب من ولدها الكفر: "فلا تطعهما"، ولم يقل بعدها عليك بمعاداتهم، وإنما قال وهو الرب الرحيم:"وصاحبهما في الدنيا معروفا"، فاحفظي لزوجك حقه، والشريعة تقدم حقه، واسمعي من والدتك بأذن وليخرج الكلام من الأذن الأخرى، وعليك بالدعاء لها، فإن غضبت ولم ترض فالله عالم بالسرائر، وهو القائل بعد آيات البر: "ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا".

وأنت -ولله الحمد- مأجورة على صبرك، وسعيدة مع زوجك، وتذكري أن نية الوالده خيرة، ولكنها أخطأت في الأسلوب والتقييم، فالعبرة بنيتها التي تريدك من خلالها أسعد امرأة وأكثرهن مالاً، وما علمت أن السعادة يمكن أن تنال بغير ما تذكره لك، وهل يمكن أن يسعد من لا يطيع الله ويسجد له؟

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، واشكريه لتنالي بشكرك المزيد، واصبري على الوالدة، وما أسعد من إذا أعطيت شكرت وإذا ابتليت صبرت وإذا أذنبت استغفرت، فكوني أنت تلك السعيدة الصابرة الشاكرة الراضية الذاكرة المستغفرة.

سعدنا بتواصلك، ونسعد أكثر بالاستمرار، ونسأل الله أن يوسع عليكم، وأن يحقق لنا ولكم السعادة والاستقرار.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً