الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرهاب الاجتماعي وعلاقته بالعادات السيئة

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب، أبلغ من العمر 25 عامًا، أعاني من الرهاب الاجتماعي منذ 10 سنوات تقريبًا.

عندي بعض الأسئلة:

1- هل هناك علاقة بين الرهاب الإجتماعي والعادة السرية؟ مع أنهما بدآ في وقت واحد عند مرحلة البلوغ -15 سنة-، ومن بعدها والرهاب في تزايد.

2- متى يعود الجسم إلى حالته الطبيعية بعد ترك العادة السرية؟ علمًا أنني مقبل على الزواج بعد 7 أشهر، وأشعر بتوتر وضيق واكتئاب عند التفكير في الزواج والسفر في شهر العسل والمستقبل.

3- هل الأدوية للقلق الاجتماعي مضرة على المدى البعيد، وعند استخدامها سوف أدمن عليها؟ وهل عندما أستخدمها سوف يزول الرهاب الاجتماعي من جذوره؟

4- هناك تقنية في الطب النفسي لمعاجة المخاوف، اسمها: تقنية الحرية النفسية، ما مدى فعاليتها؟

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ nawaf حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

الرهاب الاجتماعي يمكن أن يُعالج ويجب أن يُعالج، ولا أريدك أن تنتظر أكثر من ذلك.

العلاج: هناك شق دوائي، وهنالك شق اجتماعي، ولا بد من تحقير فكرة الخوف، وأن يكون الإنسان فاعلاً، التواصل الاجتماعي على جميع المستويات مهم: صلة الأرحام، زيارة الأصدقاء، مشاركة الناس في مناسباتهم، زيارة المرضى، الصلاة مع الجماعة، الرياضة الجماعية... هذه كلها علاجات مفيدة جدًّا. فيا أخِي الكريم، احرص عليها.

الأدوية أيضًا مهمة؛ لأن الأدوية تؤدي إلى الكثير من تحسُّنِ المزاج والاسترخاء الذي يُعطي الإنسان دافعية ليكون فاعلاً من الناحية الاجتماعية.

بالنسبة للعلاقة ما بين الرهاب الاجتماعي والعادة السرية: الرهاب الاجتماعي دائمًا يعطي الإنسان الشعور بالضعف الاجتماعي، افتقاد الثقة بالذات، اللجوء دائمًا إلى التهرب والابتعاد والتجنب، والعادة السرية يُعرف عنها أنها أيضًا تؤدي إلى نوعٍ من الانزواء مع النفس، يعني يُصبح الإنسان متمركزًا مع نفسه ويعتقد أنه يقوم بفعلٍ سريِّ، العادة السرية ليست سرية، معروفة لجميع الناس.

إذًا هنالك علاقة، فكلاهما يؤدي إلى افتقاد الكفاءة الاجتماعية، وكلاهما يؤدي إلى الانزواء، كلاهما يؤدي إلى افتقاد الثقة بالنفس، فإذًا هذا التداخل له أثرٌ تجمُّعي، بمعنى أن كليهما يؤدي إلى نفس المآل السلبي.

أخِي الكريم، قرارك أن تتوقف عن العادة السرية؛ هو القرار السليم والصحيح، وأنت مُقدم على الزواج، وهذا أمرٌ طيبٌ، والآثار الجسدية للعادة السرية تختفي بسرعة جدًّا، بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع يحسُّ الإنسان أنه جيد، خاصة إذا مارستَ الرياضة، ونمت مبكرًا، وتغذيتك غذاءً متوازنًا.

أما الأثر النفسي فيعتمد على قوة صمودك ورفضك للخيالات الجنسية ذات الصلة بالعادة السرية، وأنا أحسبُ أنك -إن شاء الله تعالى- صاحب عزيمة، وتوجهك إيجابي، وأؤكد لك أن الإقلاع عن العادة السرية يجُبُّ ما قبلها، يعني الإنسان سوف يُصبح نقيًّا في نفسه وفي جسده وفي سلوكه.

بالنسبة لتقنية الحرية النفسية: هذه من المستحدثات التي أُضيفتْ، قناعتي بها ليست قوية، والإنسان مهما سعى نحو الحرية هنالك ما يحدِّه، ولا بد أن يلتزم بشيء من الضوابط.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً