الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي تفكير ووساوس وخوف، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

عندي مشكلة ظهرت قبل سنتين كنت مسافرا لوحدي، وفكرت في التنفس، وحولتها من إرادي إلى غير إرادي، وبدأت أجد صعوبة في التنفس، وبدأت الأفكار تتوسع في قلبي فوسوست أني مريض، وانتابني الخوف، وزادت نبضات قلبي، وذهبت للمستشفى، ولم أجد أي مشكلة عضوية، والحمد لله، ولكن لم أقتنع ولا زلت أجد نفسي مريضا.

المشكلة لم تزل عندي، وكنت أصل لمرحلة أنني سوف أموت، وأخاف خوفا قويا، ولكن الحمد لله، الحالة خفت عما قبل فلم أعد أخاف الموت ولكن لا زال آثارها، فلا زالت تعود علي حلات الخوف من حين لآخر حينما أفكر، وهذه المشكلة تتعبني دائماً، وأفسر حالتي بدايتها تفكير ثم وسوسة ثم خوف.

أريد أن تعود حياتي لطبيعتها، بإذن الله، فأنا أخاف على مستقبلي، وأحياناً أخاف من تدهور حالتي للأسوأ، ودائماً أجد صعوبة في السفر أحياناً، وعلى كرسي الحلاق بسبب الخوف، وثقتي بنفسي بدأت تقل.

يصيبني اكتئاب وجزع دئماً، وخوف بلا سبب، لا أستطيع السيطرة على تفكيري أحياناً، ولكن الحمد لله أسيطر على حالتي بأن لا يشعر من حولي أني أعاني من مشلكة، فأريد الحل والعلاج.

لكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عوض حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قطعًا الأفكار التي لديك حول التنفس هي أفكار وسواسية كما ذكرت وتفضلت، وعندك أيضًا قلق المخاوف، موضوع ضيق التنفس والضيق، هذه كلها مخاوف، والاكتئاب الذي تعاني منه لا أعتقد أنه اكتئاب أساسي، هو عُسر في المزاج يعتبر نتاج لقلق المخاوف الوسواسي الذي تعاني منه.

أخِي الكريم: المبادئ السلوكية معروفة تمامًا لعلاج هذه الحالات، وهي تحقيرها، عدم الالتفات إليها، واستبدالها بفكرٍ وفعلٍ مخالف، ورفض المشاعر السلبية إذا هيأ الإنسان نفسه له يمكن، ويتحقق بصورة إيجابية جدًّا، كثير من الأخوة والأخوات الذين يأتونا بمثل أعراضك مجرد نصيحتهم حول الإصرار على عدم مناقشة الفكرة وتحقيرها وتجنبها واستبدالها بفكرٍ مخالفٍ تجد أن أمورهم قد تحسنت كثيرًا.

قطعًا العلاج الدوائي يعتبر مهمًّا وضروريًّا ومدعمًا للشفاء -بإذن الله تعالى- فإن استطعت أن تذهب وتقابل طبيبًا نفسيًا فهذا هو الذي أفضله، وإن لم يكن ذلك ممكنًا إذا اقتنعت هناك دواء جيد جدًّا يعرف تجاريًا باسم (زولفت)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين)، ويسمى تجاريًا أيضًا (لسترال) دواء سليم وفاعل وممتاز، تحتاج أن تتناوله بجرعة نصف حبة (خمسة وعشرين مليجرامًا) تتناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة ليلاً – أي خمسين مليجرامًا – استمر في تناولها لمدة شهرٍ، ثم اجعلها حبتين ليلاً – أي مائة مليجرام – وهذه هي الجرعة المناسبة، استمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها حبة ليلاً لمدة أربعة أشهر أخرى، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

إذًا – أخِي الكريم – لا بد أن تُمازج بين العلاج الدوائي والإرشادات السلوكية البسيطة التي ذكرناها لك، وفي ذات الوقت حاول أن تعيش حياتك طبيعية جدًّا، ولا تدع مجالاً للفراغ أبدًا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً