الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد رؤيتي لحالة إغماء، صار شبح الإغماء يطاردني!

السؤال

الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت أدرس بالصف الثالث المتوسط، وحينها سقط شخص على الأرض، ودخل في حالة إغماء، فكان يقول لي بعض الأصدقاء: إنه سيصير لي كما صار له، من بعدها صرت أخاف جدًا، وكنت لا أذهب إلى الصلوات المفروضة، وكان يصاحبني خمول أحيانًا، ولا أذهب إلى المسجد لصلاة الجمعة أيضًا.

حاليًا صرت أخاف جدًا من الصلوات، أخاف أن أسقط مغشيًا عليّ؛ لأني في بعض الأحيان أشعر أني مصاب بدوخة، منذ صباح الجمعة يأتيني شعور غريب، وإذا ذهبت إلى الصلاة، فإن رجلي وجسمي يرتجف، وأدخل في عالم آخر، أنتظر متى تنتهي الصلاة، أما في البيت فإني أرتاح، لكني خارج البيت لا أرتاح! وفي عقلي وبالي دوخة منذ كنت أدرس ثالث متوسط، أحاول أن أنساها، لكني لم أنسَها، ومع مرور الأيام سأتغير -بإذن لله-.

ما تشخصيكم لحالتي؟ فقد سمعت أن العلاجات النفسية تسبب انتفاخًا بالجسم، وإذا تركها الشخص، فإنها تسبب له أمراضًا عديدة. أود أن تصف لي علاجًا بسيطًا جدًا وفعالًا؛ لأستعمله فترة بسيطة جدًا، وتتغير الحالة -بإذن لله-.

أخاف جدًا من حالة الإغماء! فلذا أسأل: إذا دخل الإنسان في الإغماء، فهل يصحو منه؟ وبماذا يحس الشخص قبل أن يغمى عليه؟ وهل إذا أُغمي عليه يحس بشيء؟ فحتى طابور الصباح، كنت أتأخر متعمدًا؛ حتى لا أسقط في الطابور! أريد أن أصلي الصلوات المفروضة بالمسجد، ويؤسفني جدًا أن أصليها في البيت.

إذا سقط الإنسان من الإغماء، هل يشعر بنفسه أم لا؟ ومتى يصحو؟ وهل لابد من رش الماء عليه أم يجب عليه الذهاب إلى المستشفى؟ وإذا سقط في البيت، وليس عنده أحد، فهل يصحو بنفسه؟ وكم مدة يستغرقها؟

نسأل الله لنا ولكم العافية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الواضح جداً أنك تعاني من مخاوف وسواسية، فتلك الحادثة التي حدثت لذاك الشخص أصبحت مدفونة في كيانك الوجداني، -وبكل أسف- ما كان يقوله لك الأصدقاء والزملاء؛ من أن الذي حدث له، سوف يحدث لك؛ هذا دعّم مخاوفك -أيها الفاضل الكريم-، هذا خوف مكتسب، هذا وسواس مكتسب، يجب أن تحقّره، وألا تتّبعه أبداً، اذهب إلى صلاتك في مسجدك، ولا تدع الشيطان يتلاعب بك، حقّر فكرة الخوف هذه، كل إنسان له ظروف، ذاك الشخص الذي سقط، ربما يكون لأسباب عضوية أو أسباب نفسية، والأسباب كثيرة جداً.

هذا يحدث، أن يسقط الناس في محيط عملهم، عند الوقوف في الصلوات، شهدنا ذلك -أيها الفاضل الكريم-، وهو نادر -والحمد لله-، لكنه يحدث، حالات الإغماء التي تؤدي إلى سقوط الإنسان، منها: انخفاض ضغط الدم المفاجئ، هنالك ما يعرف بالدوخة العصبية؛ أن الإنسان يحدث له نوع من تنشيط الجهاز العصبي اللاإرادي فجأة، ويحدث هذا، وغالباً هؤلاء الناس معظمهم يفيقون، وإذا تم رشّهم بالماء، فالواحد منهم قد يفيق، هنالك أسباب للسقطات العضوية، منها: الجلطات الدماغية، الجلطات القلبية، لكن هذا أمر نادر الحدوث جداً، ونشاهده لدى كبار السن.

أيها الفاضل الكريم، إذاً هذا الأمر يجب ألا يتعلق بذهنك، وأنت الآن أغلقت على نفسك من خلال المخاوف؛ لا تذهبُ إلى الصلاة! ليس هنالك تواصل اجتماعي! وأحزنني جداً أنك عاطل عن العمل، لا، هذا لا يمكن -أيها الفاضل الكريم-، إما أن تكون في الفصل الدراسي، أو تكون في مكتبك أو مصنعك، اذهب واعمل وتواصل اجتماعياً، وكنْ شخصاً فاعلاً جداً.

بالنسبة للعلاج الدوائي: نعم، الأدوية المضادة لقلق المخاوف سوف تفيدك كثيراً، وإن أردت أن تذهب إلى الطبيب، ربما يكون هذا هو الأفضل؛ حتى يدعم قناعتك بالدواء. كل الأدوية لها آثار جانبية، لكنّ معظمهما بسيطة، وهذه الأدوية سليمة، إذاً اذهب إلى الطبيب، وإن لم تستطع أن تذهب، فعقار (باروكستين)، والذي يعرف باسم (زيروكسات)، سيكون هو الدواء الأفضل بالنسبة لك، الجرعة التي تحتاجها، هي جرعة بسيطة جداً، وهي: 12.5 مليجرام من (الزيروكسات)، والذي يعرف باسم: (زيروكسات سي آر)، تناولْ هذه الجرعة يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها 12.5 مليجرام، يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم اجعلها 12.5 مليجرام، مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أيها الفاضل الكريم، أيضاً طبق تمارين الاسترخاء، هذه التمارين مفيدة جداً لعلاج مثل هذه العلل، وموقع إسلام ويب لديه استشارة تحت الرقم: (2136015)، أرجو أن ترجع إليها، وتستفيد مما ورد فيها من إرشاد.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً