الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدتي المسنة بدأت تنسى بعض الأمور، فهل من علاج لذلك؟

السؤال

السلام عليكم..

والدتي البالغة من العمر 70 عاما تعاني من النسيان، فمثلا هي لا تذكر إن كانت تناولت الدواء اليوم أم لا؟

أمور تحدث في أول النهار تنساها في آخر النهار، وتنسى أمورا حدثت قبل يوم أو يومين، وعندما أحاول تذكيرها تتذكر –والحمد لله-، فهل حالتها تحتاج إلى تناول أدوية طبية؟ أو أن هناك بعض الأنشطة والتمارين لتنشيط الذاكرة؟

علما بأن والدتي كانت تأخذ إبرا مسكنة تصل إلى إبرة أو إبرتين يوميا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إلهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في مثل عمر والدتك لا بد أن تتم فحوصات طبية، وكذلك اختبارات نفسية لتحديد نوعية هذا النسيان، وكذلك أسبابه إن عُرفتْ.

والدتك لديها ضعف في الذاكرة الحديثة، ولا نعرف إن كانت ذاكرتها للمعلومات القديمة لا زالت جيدة أم لا، وهذا هو الغالب، لأن بدايات افتقاد المقدرات المعرفية –أي الذاكرة– تكون دائمًا بالنسبة للأحداث الحياتية الحديثة، وتظل الذاكرة مُحافظة بالنسبة للأحداث القديمة.

إذًا من المهم جدًّا أن تذهبوا بوالدتك إلى طبيب، إما طبيب أعصاب أو طبيب نفسي، وهنالك بروتوكول من الاختبارات التي يجب أن يقوم بها الطبيب، وفحوصاتٍ للدم تشمل على الأقل معرفة وظائف الكلى والكبد ومستوى فيتامين (د)، وفيتامين (ب12)، وكذلك وظائف الغدة الدرقية، ولا بد أن يتم تصوير الدماغ لدى والدتك، هنالك صورة مقطعية أو صورة عن طريق الرنين المغناطيسي، والحمد لله كلها الآن سهلة ومتوفرة، وأهمية الصور الدماغية هي أنها تُحدد إن كان هنالك أي نوع من الضمور في خلايا المخ.

وأسباب النسيان كثيرة في هذا العمر، من أهمها طبعها متلازمة الزهايمر، وهنالك ما يُعرف أيضًا بالخرف الوعائي، وهذا نُشاهده أكثر لدى الذين لديهم ارتفاع في الضغط والكولسترول.

والشيء المهم جدًّا والضروري جدًّا والذي أود أن ألفت النظر إليه، أن حالة والدتك –الحمد لله تعالى– بسيطة، وإن كان هنالك افتقاد حقيقي للذاكرة فهو في بداياته، وتوجد أدوية طبية ممتازة جدًّا تُحسِّن الذاكرة إذا كان التدخل الطبي مبكرًا، وتوجد ثلاثة أدوية معروفة، هنالك الـ (آرسبت Arcipet)، وعقار آخر يعرف باسم (ريمانيل Remanyl)، والـ (إيبكسا Apixa)، ولكن هذه الأدوية أدوية تخصصية، ولا تُعطى أبدًا إلا بعد أن يتم الفحص المطلوب ويُحدد التشخيص.

بالنسبة للأنشطة والتمارين لتنشيط الذاكرة:
فنحن دائمًا نُعطي المعلومات ولا نسأل عنها، خاصة المعلومات الحديثة المتعلقة باليوم، الساعة، أوقات الصلوات، أسماء الناس، هذه التغذية المعرفية المستمرة للأحداث الحياتية الآنية تُحافظ على الذاكرة وتُقلل القلق والتوتر الذي يُصيب الإنسان في بدايات ضُعف ذاكرته، لأنه حين يبحث عن المعلومة أو يبحث عن اسم شخص ويعجز عن تذكره، هذا يُسبب الكثير من الحرج والقلق والملل مما يزيد من ضعف الذاكرة.

موضوع المسكنات التي كانت تتناولها: لا أعتقد لذلك علاقة.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لها الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً