الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب اضطراب دورتي الشهرية ونزولها بغزارة؟

السؤال

السلام عليكم

دورتي الشهرية غير منتظمة، فعندما تنزل الدورة وتنتهي فإنها بعد 12 يوماً تنزل مرة أخرى، وتستمر لمدة 12 يوماً آخرين، فلما ذهبت للطبيبة قالت لي: بأن لديّ تكيساً على المبايض، وأعطتني حبوب دوفاستون، فلما نزلت الدورة بتاريخ 29 نوفمبر؛ طلبت مني الطبيبة بأن أتناول الحبوب من اليوم الثاني، وأن أستمر حتى تاريخ 15 ديسمبر حتى تنتظم الدورة، وبعدها من أول يوم الدورة أتناول حبوب منع الحمل لمدة 21 يوماً، والدورة الثانية من اليوم الخامس، ولمدة 21 يوماً.

المشكلة أن اليوم هو 29 ديسمبر، والدورة إلى الآن لم تنزل، فهل أراجع الطبيبة ثانية أم ماذا أفعل؟ وقد سألتها هل أمتنع عن الحمل؟ فقالت لي: عادي لأن التبويض عندك ضعيف من الأساس بسبب اضطراب الدورة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فادية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعانين منه هو مرض يسمى غزارة الدورة أو (polymenorrhagia) وهي تعني نزول الدورة الشهرية لفترات أكثر من 7 أيام، مع نزول دم أحمر بكثافة أكثر من المعتاد، ويحدث ذلك بسبب الخلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسئولة عن حدوث الدورة الشهرية، حيث يصبح هرمون الأستروجين هو المسيطر على الدورة الشهرية، وبالتالي لا يتم بناء بطانة الرحم جيدا، وتزيد سماكتها على حساب تكون الأنسجة الطبيعية للبطانة، وبالتالي تأتي الدورة الشهرية غزيرة أحيانا، وتطول مدة نزولها، أو يحدث تنقيط، أو نزول إفرازات بنية حسب حالة الخلل الحادث.

من بين الأسباب التي تؤدي إلى غزارة الطمث:
وجود التكيس على المبايض (PCOS) بسبب الوزن الزائد والسمنة، كذلك فإن زيادة نشاط الغدة الدرقية أو الكسل في نشاطها يؤدي إلى تلك الأعراض، ولذلك يجب فحص صورة دم CBC، وفحص هرمونات الغدة الدرقية TSH-- FreeT4، وفحص هرمون الحليب، وعمل سونار على الرحم والمبايض، وأخذ العلاج المناسب حسب التحليل والأشعة.

لإعادة تنظيم الدورة:
يجب الصبر قليلاً، وتناول حبوب منع الحمل (الهرمونات) كليمن أو ياسمين لعدة شهور، وليس لشهر واحد، بحيث يكون شريطاً كاملا 21 يوماً، والتوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، ثم الشريط الذي يليه، ثم تناول حبوب دوفاستون، وهي هرمون البروجيستيرون الصناعي الذي لا يمنع التبويض ولا يمنع الحمل، وجرعتها 10 مج، تؤخذ قرصاً واحداً مرتين في اليوم من اليوم ال 16 من بداية الدورة حتى اليوم ال 26 من بدايتها، وذلك لعدة شهور أخرى حتى تنتظم الدورة الشهرية.

الأهم من الحبوب هو علاج السبب، وذلك من خلال السيطرة على الوزن، وذلك عن طريق حمية غذائية، ومن خلال ممارسة الرياضة؛ لأن السمنة والوزن الزائد تعتبران السبب الرئيسي في هذا الخلل وعدم انتظام الدورة الشهرية.

يمكنك تناول حبوب جلوكوفاج 500 ثلاث مرات بعد الأكل لتنظيم عمل هرمون الأنسولين، والمساعدة في علاج التكيس، وللمساعدة في الحمية، ولتنظيم الدورة الشهرية، مع الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع تناول أعشاب البردقوش والمرمية، وهناك أيضا حليب الصويا أو كبسولات الفيتو صويا، ولكل ذلك بعض الخصائص الهرمونية التي تساعد في علاج التكيس وتحسين التبويض.

لا يحدث الحمل مع الخلل الحادث في التبويض والدورة الشهرية، ولكن مع انتظام العلاج والدعاء والاستغفار فسوف يمن الله عليك بما تقر به عينك -إن شاء الله-.

ومن الأدوية التي تناسب علاج غزارة الدورة الشهرية أيضا وتكرار النزيف هو:
Ormeloxifene 30 mg يؤخذ مرتين أسبوعيا لمدة شهرين، ثم مرة واحدة أسبوعيا لمدة 4 شهور.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً