الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل اضطراب الدورة له علاقة بوخزات القلب عندي؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من اضطراب الدورة الشهرية منذ حوالي سنة ونصف، أحيانا لا تنزل عدة أشهر، وآخر مرة نزلت استمرت 29 يوماً، علماً أنني أعاني من فقر الدم، حيث إن نسبته 10، وكنت أستخدم حبوب الحديد، وكان المفروض أن أستمر في أخذها لمدة ثلاثة أشهر، ولكنني توقفت عنها بعد شهر ونصف، عندما شعرت بالتحسن.

أحياناً أشعر بوخزات في القلب، ولا أستطيع أن أتحرك لمدة دقيقة أو دقيقتين، وأشعر بتنميل في أطرافي، وقد فحصت الضغط مرتين، وأخبروني أنه طبيعي، علماً أنه في المرتين كان160/89 خلال المراجعة، فهل اضطراب الدورة له علاقة بوخزات القلب؟ وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قراءات الضغط المذكورة 160/89 لا تستقيم مع حالة فقر الدم واضطراب الدورة، وعمر 18 عاماً، والمفروض أن يكون قياس الضغط في وقت بعيد عن التوتر والقلق، وقبل تناول الشاي والقهوة والمياه الغازية، وتسجيل القراءات في بطاقة المتابعة؛ لأن ارتفاع الضغط في السن الصغيرة قليل جدا، ويحتاج إلى بحث ومتابعة.

وفقر الدم نتيجة منطقية لاضطراب الدورة الشهرية، ويجب إعادة تحليل صورة الدم، ومواصلة تناول كبسولات الفيتامين التي تحتوي الحديد وعلى فوليك أسيد، بالإضافة إلى تناول كبسولات فيتامين د الأسبوعية 50000 كبسولة كل أسبوع، ولمدة 2 إلى 4 شهور، وأخذ حقن نيوروبيون في العضل يوماً بعد يوم، بعدد 6 حقن، ويمكن تكرارها بعد ذلك.

والموضوع الرئيسي هو اضطراب الدورة الشهرية، وعدم نزولها لشهور، وهذا يؤدي إلى فقر الدم، وخفقان أو زيادة في نبض القلب، ومع علاج الأنيميا، سوف يختفي الخفقان -إن شاء الله-.

وعدم انتظام الدورة الشهرية، ونزولها بشكل ضعيف، مع وجود الشعر الزائد في بعض المناطق من الجسم، بالإضافة إلى الوزن الزائد -لم يتم ذكر الوزن في الاستشارة-، يشير إشارة واضحة إلى التكيس على المبايض، وهي حالة تعني احتباس البويضات تحت جدار المبيض السميك وعدم خروجها، مما يؤدي إلى تحوصلها، وهذا يؤدي إلى خلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات، والتي تفرز من جراب البويضة Estrogen & progesterone بعد خروجها المفترض من المبايض.

والسبب الرئيسي في حدوث التكيس هو الوزن الزائد، وبالتالي يمكنك اتباع برنامجٍ غذائي، يشمل الحمية الغذائية، وممارسة الرياضة، حتى ينقص الوزن في الشهور الستة القادمة؛ لمحاولة ضبط الهرمونات وضبط الدورة الشهرية، مع تناول أقراص جلوكوفاج 500 مج مرتين يومياً بعد الغداء والعشاء، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري، من خلال مساعدة الأنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، ويستخدم في مساعدة المبايض على التبويض الجيد، وعلاج التكيس.

كذلك فإن كسل الغدة الدرقية من أهم الأسباب التي تؤدي إلى ضعف التبويض، ولذلك يجب فحص هرمونات الغدة الدرقية TSH & Free T4، مع فحص هرمون الحليب prolactin، وأخذ العلاج المناسب حسب التحليل.

والغرض من استخدام حبوب منع الحمل في العلاج، هو وقف حالة التكيس، وعلاج الأكياس الوظيفية، وتنظيم الدورة الشهرية، وبالتالي يجب تناول حبوب منع الحمل ياسمين أو كليمن لعدة شهور متتالية، مع التوقف عند انتهاء الشريط؛ حتى تنزل الدورة، ثم تناول الشريط الذي يليه، ثم تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض، وجرعتها 10 مج، تؤخذ قرصا واحدا مرتين يوميا، من اليوم 16 من بداية الدورة حتى اليوم 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 إلى 6 شهور؛ حتى تنتظم الدورة الشهرية.

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس، ويساعد على ظهور الشعر في الوجه والصدر، مثل: total fertility، مع تناول كبسولات اوميجا 3 أيضا يوميا واحدة، والاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع تناول أعشاب البردقوش والميرمية، وحليب أو لبن الصويا، وقد تم استخراج كبسولات فيتو صويا منه، وتستخدم لعلاج التكيس وتحسين التبويض، وإذا لم تنتظم الدورة هناك عملية جراحية بالمنظار لتثقيب المبايض، والمساعدة في علاج التكيس وضعف التبويض، يمكنك إجراء تلك العملية بعد عمل سونار على الرحم والمبايض؛ لتأكيد التشخيص، بمعرفة استشاري أمراض نسائية.

وفي نهاية تلك المدة يمكنك عمل التحاليل التالية، وهي: -DHEA -- FSH - LH -- PROLACTIN- TSH- ESTROGEN -TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في اليوم 21 من بداية الدورة، وعمل سونار على المبايض والرحم، وعرض نتائج التحاليل والأشعة على الطبيبة المعالجة؛ لتقييم الموقف.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً