الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أقوم سلوكيات أخي الخاطئة بسبب التلفزيون

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الصغير البالغ من العمر ثلاث سنوات، لا يتلفظ إلا بكلام غير جيد، حتى وصل به الحال بأنه صار يلعن، فلسانه لم يتعود على الكلام الجيد، هو يلعن الدين وهكذا، لا أعلم ما هو السبب الذي جعله يتكلم بهذه الطريقة؟

علماً بأنه حينما كان صغيراً، وأثناء خروجنا للمدرسة، كانت أمي تتركه في المنزل، وتفتح له قناة تلفزيونية تقدم الأناشيد، لقد أدمن أخي الأناشيد والأغاني، وقد أثرت به هذه القناة وأصبح يتلفظ بكلام غير جيد، وألفاظ لا يقبلها المسلم، لا أعلم ماذا أفعل؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في موقع استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك ولأخيك دوام الصحة والعافية.

أولاً: نحمد لك رغبتك، ونيتك، واجتهادك في تربية أخيك تربية تقوم على الأسس القويمة السمحاء، ونقول لك: الطفل في هذا العمر لا يدرك الخير ولا الشر، ولا الحسن ولا القبيح، فهو يقلد ما يشاهده من سلوك دون الوعي بفائد أو ضرر هذا السلوك، لذلك لا نتوقع منه أكثر مما يجب، أو نطلب منه ما هو مثالي، فهو في هذا العمر عبارة عن صفحة بيضاء تعكس ما ينقش عليها، فإذا رأيت أن القنوات التي يشاهدها تعلمه ألفاظا أو سلوكيات خاطئة، فالأفضل بالتأكيد صرفه عنها، أو صرفها عنه، واستبدالها بما هو مفيد ومصلح.

يمكن أن يتعلم بالتوجيه البسيط، ويحفز على ذلك معنوياً أو مادياً عدة مرات؛ حتى ينطفئ السلوك غير المرغوب، ونثبت السلوك المرغوب فيه.

الأمر أختي الفاضلة، يتطلب إحاطة الطفل بالجو النفسي المعافى، الخالي من أساليب التهديد والوعيد، والمفعم بالمحبة، والعطف، والحنان.

لا بد من مراعاة حاجات الطفل، وإشباعها بالطريقة المثلى، خاصة ما يتعلق باللعب واللهو؛ وذلك لتفريغ طاقاته، وخفض أي توترات تنشب نتيجة تعامل الوالدين معه، فإعطائه وقتا خاصا به، وسماعه لعبارات تشعره بأنه مرغوب فيه، وأنه مصدر إعجاب بالنسبة لكل أفراد الأسرة، وتجنب الإكثار من الأوامر والنواهي، من العوامل التي تساعد كثيراً في إحداث التوازن في شخصيته، وزيادة ثقته بنفسه، ومن ثم تحسين أدائه.

بادري بالتشجيع والثواب، لا التوبيخ والعقاب، وحاولي العيش معه في عالمه الخاص، وقدري اهتماماته الشخصية، وستكون النتائج طيبة -إن شاء الله-.

نسأل الله تعالى أن يحفظه ويرعاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً