الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب تكرر الإجهاض مع المرأة؟ وما علاجه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

حدث لي إجهاض ثلاث مرات متتالية، واكتشفت أن عندي قطعا في عنق الرحم، بسبب عملية كحت وتنظيف سابقة، أجريتها بعد حدوث الإجهاض الأول، والحمد لله على كل حال، وقد حملت بعدها مرتين، وحدث إجهاض أيضا، فهل هذا القطع كان هو سبب الإجهاض في المرتين التاليتين؟

علما بأن الإجهاض كان يحدث في نهاية الأسبوع الـ 13، حيث كان ينفتح كيس المياه وحده، ثم يسقط الجنين وحده، بدون ألم، غير أنني كنت أعاني من حدوث نزيف طوال فترة الحمل، من الأسبوع السادس وحتى حدوث الإجهاض، فهل هذا بسبب القطع؟ وهل يجب خياطة هذا القطع قبل أن أحمل؟ أم ستتم خياطته أثناء إجراء ربط لعنق الرحم في الحمل المقبل؟ حيث إن الطبيب أخبرني أنني سأحتاج لعملية ربط -إن شاء الله- فيما بعد، ولكني لا أعلم هل إذا حدث حمل قبل خياطة عنق الرحم المقطوع؛ هل سيحدث إجهاض مرة أخرى؟

كما أنني أجريت تحاليل واكتشفت أن عندي إصابات سابقة بفيروس الهربس، من النوع الأول، وفيروس الروبيلا، وكذلك CMV، فكيف أعرف إن كانت هذه الإصابات حدثت أثناء الحمل، وهي التي تسببت بالإجهاض؟ وهل فعلا الإصابات السابقة دليل على أنها السبب في الإجهاض؟ وما العلاج؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عوضك الله بكل خير, وجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة.

نعم -يا عزيزتي- إن حدوث تمزق في عنق الرحم لأي سبب كان, قد يؤدي إلى حدوث ضعف في وظيفة عنق الرحم, وبالتالي إلى حدوث الإجهاض، والإجهاض الذي يسببه تمزق عنق الرحم, هو إجهاض متأخر, أي أنه يحدث عند أو بعد نهاية الشهر الثالث.

وبالنسبة لك؛ فإن تسلسل أحداث الإجهاض, حيث يتمزق كيس الحمل, ثم يجهض الجنين بدون ألم, توحي بشدة بأن السبب في الإجهاض هو تمزق عنق الرحم, أي أن لديك الآن قصورا في وظيفة عنق الرحم.

لكن وبما أنك ذكرت بأنك تعانين من نزول مستمر للدم, ومنذ بلوغ الحمل عمر 6 أسابيع (وهذا ليس بسبب قصور أو التمزق في عنق الرحم), فعلى الأرجح بأن هنالك سببا آخر مشارك, ولذلك يجب عمل تحاليل شاملة؛ لمحاولة معرفة هذا السبب المشارك -إن أمكن ذلك- وأهم التحاليل التي يجب عملها هي:

- تحليل للصبغيات لك ولزوجك.
- تحاليل هرمونية.
LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-TSH-PROLACTIN- ويجب عملها في ثاني أو ثالث يوم من الدورة وفي الصباح.
- تحاليل لسيولة الدم وللأجسام المناعية وهي: ANA-LA-ACA-PROTIEN C-S- PT-PTT

وعند حدوث حمل جيد -إن شاء الله- فيجب أن يتم عمل ربط لعنق الرحم، وهذه خطوة هامة وضرورية في مثل حالتك, ويجب عمل الربط عند إتمام الحمل عمر 14 أسبوعا, عن طريق المهبل, وهذا هو الأسهل وهو الأفضل, وفي بعض الحالات يمكن عمل الربط قبل حدوث الحمل.

ولا داعي لعمل خياطة للجرح الذي حدث في عنق الرحم, فهذا غير ضروري؛ لأن هذه الخياطة لن تغني عن عمل الربط خلال الحمل, وهي لن تعيد لعنق الرحم وظيفته المتأذية, وقد تمنع توسعه عند الولادة, فتكون سببا في اللجوء إلى العملية القيصرية.

بالنسبة لسؤالك عن التحاليل: لا توجد طريقة تمكننا من معرفة تاريخ الإصابة بدقة، ولمعرفة ذلك كان يجب عمل هذه التحاليل مرتين خلال الحمل, وبفاصل 4 أسابيع, ومقارنتها مع بعضها, فإن كان التحليل الثاني أعلى من الأول، أي أنها ترتفع؛ فهنا يقال بأن الإصابة حدثت في الحمل, أما إذا كان التحليل الثاني بنفس قيمة الأول، أو كان أقل, أي أنها ثابتة أو تنخفض؛ فهنا يقال بأن الإصابة قديمة, وحدثت قبل الحمل، والإصابات القديمة لا تعالج؛ لأنها شفيت وتركت مناعة في الجسم، وما يعالج هو فقط الإصابات الحديثة والفعالة، لذلك لا داعي بل ولا يجوز علاج هذه الإصابات عندك.

نسأل الله عز وجل أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما، وأن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً