الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضربات قلبي غير مستقرة وأعاني من الخوف الشديد.

السؤال

مرحبا

أنا أعاني من ضربات في القلب غير مستقرة؛ حيث إن قلبي يقوم بـ 3 دقات أو 4، وبعد ذلك يقوم بدقة قوية أحس بها حتى إذا لم أضع يدي على صدري.

وكذلك أعاني من خوف شديد؛ حيث إن دقات قلبي تبدأ بالتزايد بطريقة مفاجئة عند الخوف، لدرجة أني أحس أنه يكاد أن يتوقف، وهذا ما يزيد من الخوف.

ذهبت إلى الطبيب عدة مرات وأجريت تخطيطات القلب إلا أنهم يخبرونني: أن القلب بخير، ولكن هذا لايقنعني أبدا، وخلال هذين اليومين أحس بوخز، وقليل من الألم الخفيف بين الحين والآخر، وكذلك أحس أن منطقة القلب ثقيلة.

أرجوك -دكتور- طمئني؛ فأنا أكاد لا أنام، ونفسيتي متدهورة جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كما ذكر لك الأخ الطبيب: قلبك -إن شاء الله تعالى- بخير، وقلبك سليم، الظاهرة التي تعانين منها من حيث وجود هذه الدقات أو الضربات هي -غالبًا- ناتجة من القلق، وهي مزعجة بالفعل، لكنها ليست خطيرة، هذه تُسمى بالخوارج القلبية، وهذه الحالة نُشاهدها عند الأشخاص الذين لديهم سمات القلق، وهنالك حالات عضوية قد تُسببها، منها: ارتفاع هرمون الغدة الدرقية، وأنا متأكد أن فحوصاتك سليمة إن شاء الله تعالى.

مراجعتك للطبيب كانت أمرًا جيدًا ومفيدًا، ما دام التخطيط سليمًا؛ فلا تنزعجي، بعض الناس يقومون بإجراء فحص يُسمى (هولتر)، وهو رصد لضربات القلب لمدة أربعٍ وعشرين ساعة، فإن كان بالإمكان أن تقومي بهذا الفحص فلا بأس في ذلك حتى تطمئني.

علاجك يتمثل في:

1) القناعة بأنك لست مُصابة بأي مرض قلبي، إنما هي حالة فسيولوجية ناتجة من القلق في أغلب الظن.

2) ممارسة تمارين الاسترخاء بكثافة، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي لها، وتطبقي ما بها من تمارين.

3) التفريغ عن النفس وعدم الكتمان؛ لأن التعبير عن الذات يُقلل الاحتقانات النفسية الداخلية التي قد تُسبب القلق.

4) التقليل من شرب الشاي والقهوة أو تجنب ذلك؛ لأن الكافيين قد يُثير القلب، ويؤدي إلى هذه الخوارج.

النقطة الأخيرة هي: لا بأس أن تتناولي أحد مضادات القلق، وهي كثيرة جدًّا، وسيقوم الطبيب -إن شاء الله تعالى- بوصف أحد هذه الأدوية، أو ما يُسمى بالمطمئنات الصغرى، وفي ذات الوقت قد يعطيك دواء مثل: عقار يعرف تجاريًا باسم (إندرال IInderal) ويعرف علميًا باسم (بروبرانلول Propranlol) بجرعة صغيرة، وهو دواء يُزيل هذه الخوارج -إن شاء الله تعالى-.

احرصي على أن تنامي مبكرًا، وكوني حريصة جدًّا على أذكار النوم فهي مفيدة جدًّا، وتجنبي النوم النهاري، وليس هنالك ما يدعو لأن تكون نفسيتك متدهورة، أنت -إن شاء الله تعالى- أمامك حياة طيبة وجميلة، اجتهدي في دراستك، ابنِ مستقبلك بصورة صحيحة، وأحسني إدارة وقتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً