الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحبوب والاسوداد في وجهي سببت لي الاكتئاب والعزلة حتى عند زوجي وأهلي

السؤال

السلام عليكم

لا أعرف من أين أبدأ، فلم أعد قادرة على التركيز فاعذروني.

بشرتي أصبحت من النوع الجاف حد التقشر وخاصة الوجه، مع أنني أستخدم الكريمات المرطبة باستمرار، لدي حبوب في كل وجهي تظهر وتختفي منذ حملي قبل سنوات وحتى الآن لم أشف منها، وهي تترك باستمرار آثارا سيئة مع أنني لم أكن أشكو من أي شيء قبل ذلك، وأعاني من ظهور مفاجئ لتجاعيد (خطوط) حول الفم بشكل لا يتناسب مع عمري أبدا، وتزداد اتساعا ووضوحا عندما أضحك حيث تبدو بشكل سيء جدا، ولا ينفع معها الترطيب بل يظهرها، خاصة وأن وجهي أملس وليس لدي خدود بارزة فتبدو واضحة وملفتة.

أصبت باكتئاب شديد لا يعلمه إلا الله فهذه التجاعيد الغريبة شوهت وجهي كثيرا، وليس في عائلتي ولا صديقاتي من تعاني مثلها، نظرات الجميع تلاحقني وتزيد من كآبتي، أرى النظرات تارة شامتة وتارة مستغربة وتارة أخرى مشفقة، بعد أن كان الجميع فيما مضى يرمقني بنظرات الغبطة والإعجاب ربما، حتى أقرب الناس إلي، صرت أخجل من زوجي ومن أهله بل وحتى من أهلي وإخوتي، لا أريد لحالتي أن تؤثر على حياتي وتربية ابني لكن القهر يقتلني، فأنا منذ سنوات أعاني أيضا من مشكلة الاسمرار في الجلد حول الفم، وزرت الكثير من الأطباء ولم تنفع معه كريمات التفتيح والتقشير، وبعدها يئست ولجأت إلى إخفاء المنطقة بمستحضرات التجميل خاصة وأن بشرتي بيضاء، واعتدت على ذلك والحمد لله على كل حال، وقريباتي يستخدمن ذات النوع ولم يسبب لهن أية مشكلة، علما بأنني أرتدي النقاب -بفضل الله- منذ أيام الدراسة ولا أتعرض للشمس ولست موظفة، وأتناول الفيتامينات من حين لآخر وأهتم بغذائي.

لم أعد أحتمل حالي هذه، والحمد لله على كل حال، أقرأ القرآن باستمرار -بفضل الله- وأقرأ الرقى الشرعية ما استطعت، بحثت كثيرا على النت عن الحل الأمثل وخفت أن أجرب ما يمكن أن يزيد المشكلة سوءا، لأن بشرتي جافة وحساسة وأعاني من البثور، فكرت أن أعمل ليزر ولكن خفت من الضرر، خاصة وأن أطباء التجميل يبحثون عن الربح فقط.

أشعر باختناق يقتلني وأبكي باستمرار حتى مل زوجي من بكائي! فمنذ بضعة شهور كانت حالي أفضل بكثير.

أرجوكم أنصحوني ماذا أفعل؟ جزاكم الله خيرا، فأنا في بلدٍ الذهاب فيه للأطباء ليس بالأمر السهل، وأخشى من ردة فعل زوجي ومن لفت انتباهه أكثر، هل هناك كريمات تفيد في علاج مشاكل بشرتي؟ وهل حقا عند التوقف عن استعمالها ستعود التجاعيد كما كانت؟ وهل يوجد نوع معين وآمن من الليزر يخفي التجاعيد والاسمرار بدون ضرر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك أسباب كثيرة لجفاف الجلد، وبالأخص جلد الوجه والأماكن الأخرى المعرضة للبيئة الخارجية، نذكر منها: هواء الشتاء الجاف، والتعرض للرياح، ولهواء الأماكن المغلقة الجاف، سواء حارا أم باردا، والغسيل المتكرر للجلد، ونقص نسبة الدهون بالجلد مع تقدم السن، واستعمال الأدوية المدرة للبول، وخمول الغدة الدرقية، والعوامل الوراثية، وبعض الأمراض الجلدية التي تكون مصحوبة بجفاف بالجلد مثل أنواع الأكزيما المختلفة، ومنها: الأكزيما الوراثية أو التلامسية، ومرض السمكية، وبعض الأمراض والمشكلات الأخرى، وربما يكون هناك أكثر من سبب في آن واحد، مثل مرضى الأكزيما والذين يتعرضون للهواء الجاف، وهكذا.

وتدارك تلك المشكلة يكون بتجنب السبب وعلاجه بفاعلية، بالإضافة إلى الترطيب المستمر للبشرة كما تفعلين، أتصور أنك ربما تعانين في الوقت الحالي من نوع من الأكزيما مصحوبة بجفاف وتقشر في الجلد، وربما يكون ذلك مرتبط بالمشكلة الموجودة حول الفم، وأنصح بزيارة الطبيب لتقييم الحالة إكلينيكيا وأخذ التاريخ المرضي بدقة لمعرفة سبب تلك الأكزيما، وطلب الفحوصات والإجراءات اللازمة، واختيار العلاج المناسب على حسب شدة المشكلة.

وبالنسبة للون الداكن والتجاعيد المذكورة حول الفم، فيجب التأكد أن ظهور هذا اللون وتلك التجاعيد غير مصحوبة، أو مسبوقة بالتهاب أو أكزيما في صورة جفاف، أو تشقق، أو حكة، وعدم ارتياح، وإن وجد ذلك لا بد من العلاج بشكل فعال، وأتصور أن التجاعيد المذكورة ليست بسبب التقدم في السن، وإنما بسبب جفاف الجلد والتهابه المتكرر في تلك المنقطة.

ومن النصائح المهمة التي يجب اتباعها أيضا في علاج هذه المشكلة: تجنب تلامس هذه المنطقة مع المواد المثيرة مثل رغوة معجون الأسنان، وكذلك بعض الفواكه الحمضية، ويفضل تقطيعها إلى قطع صغيرة ووضعها بالفم مباشرة بواسطة شوكة، وتجنب قضمها، وأيضا من المهم تجنب التلامس مع اللعاب باستمرار، وبالأخص إذا كنت تعانين من عادة عض الشفتين؛ لأن هذا يؤدي إلى بلل المنطقة، ثم جفافها بصورة متكررة، مما يزيد من الأكزيما، والجفاف، وبالتالي اللون الداكن، وبالإضافة إلى ذلك يمكن استعمال كريم الأربيتين المرطب مرة واحدة مساء يوميا، لمدة تتراوح من شهر إلى شهرين على حسب النتيجة.

لا تقلقي –أختنا الكريمة- ولا داعي لاستخدام الليزر في علاج تلك المشكلات، وتواصلك مع طبيب جلدية مشهود له بالكفاءة واتباع التعليمات والنصائح المذكورة سوف يكون مفيدا لك بصورة كبيرة.

أخيرا: بالنسبة للحبوب المذكورة، فربما هي نوع من أنواع حب الشباب، ومن الممكن أن يظهر في فترات عمرية مختلفة، وهو من الأمراض الجلدية المزمنة التي تلازم المريض فترات طويلة، وتختلف نوع الإصابة -حبوب حمراء أو صديدية، رؤوس سوداء أو بيضاء، تكيسات أو غيرها- من شخص إلى آخر، وكذلك شدة الإصابة ودرجة انتشار المرض -هل هو محدد في الوجه؟ أم منتشر في أماكن أخرى مثل الظهر والأكتاف والصدر؟-، ويختلف العلاج بصورة كبيرة على حسب نوع الإصابة وشدتها، ودرجة انتشارها، وهل تترك هذه الحبوب أو الإصابات آثارا أو ندوبا؟

والعلاج لا بد أن يكون ممتدا وفعالا وتحت الإشراف الطبي، ويكون هدفه في الأساس التخلص من الأعراض والمظاهر المختلفة لحب الشباب، ثم استخدام مستحضرات أو كريمات تقي من تكراره مرة أخرى، وأهمية ذلك يكمن في المحافظة على الوجه من تكرار الإصابات مرة أخرى، وحدوث آثار لحب الشباب.

أتمنى لك التوفيق والسعادة وحفظك الله من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المملكة المتحدة ahmadfi

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اختي العزيزة ....
    الله اعلى واعلم ان هناك عين او جن او ماشابه فعليكب التوجه الى الله وقيام الليل

  • السعودية حنان

    لاباس عليك.انصحك بزيت الحبه السودا المحضر منزليا واقرأي فيه الرقيه الشرعيه وادهني به. وباذن الله تتحسنين كثيير.بفضل الله عالج لي بشرة وجهي ورقبتي. والحمدلله. وتلقين طريقة تحضير الزيت في النت. والله ينفعك به.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً