الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مخاوفي جعلتني أفقد القدرة على التكيف مع عملي.. فهل من نصيحة؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
أحب أن أشكر السادة القائمين على هذا الموقع، جعله الله في ميزان حسناتكم.

أرجو منكم إفادتي، حيث إني منذ أكثر من سنتين تعرضت لنوبة غريبة، لا أعرف سببها، كنت أقرأ عن الأمراض النفسية، والفصام، والاكتئاب، وما شبه ذلك، وفي يوم من الأيام لم أنم مدة يوم ونصف اليوم تحت إجهاد العمل، وبعد أن ذهبت إلى النوم استيقظت لظرف في العمل.

عندما استيقظت لم أحسن أني طبيعي، كنت فاقدا للتركيز والتوازن، وأول ما خطر ببالي أني أصبت بمرض نفسي، لا أعلم لماذا طرقت هذه الفكرة عقلي، وسيطرت علي، حتى أني لم أستطع أن أذهب إلى عملي، وأحسست بتعرق في جسدي، وسرعة في ضربات قلبي، ولكني أتنفس بسهولة، ولكن سيطرت علي فكرة أني سوف أصاب بالجنون، وسيطرت علي.

أخذت إجازة من العمل، استمرت شهرين، ومن بعدها تركت العمل، ونزلت إجازة لمصر، حيت إني أعمل في السعودية، وقد ذهبت للطبيب النفسي، حيث إن فكرة أني سأصاب بالجنون أرهقتني، وأصابتني بالاكتئاب، وأصبحت لا أستطيع أن أستمتع بالحياة.

ذهبت لدكتور نفسي، وكتب لي (سيرترالين، وموتيفال، وزولام) وتحسنت بنسبة 50 في المئة، ولكن لم أستمتع أيضا بحياتي، وأحسست أني غير قادر على مواجهة صعوبات الحياة والغربة مجددا، وتركت عملي في السعودية، وغيرت الطبيب النفسي، وذهبت إلى طبيب آخر، وكتب لي (فلوزاك، ونودبرين، وموتيفال) وتحسنت كثيرا والحمد لله.

استمريت على الدواء مدة عام ونصف العام وحتى الآن، وأحس أني طبيعي جدا، والحمد لله، ولكن الدواء زاد من وزني، وسبب لي آلاما في المعدة.

أريد السؤال: ما تشخيص حالتي؟ وكيف أترك الدواء؟ حيث إني تركته بنفسي، وآخذه كلما أحتاج إليه، أو أشعر بتوتر فآخذه كل خمسة أيام مثلا، والحمد لله لا تراودني أفكار الإصابة بالجنون الآن.

أريد أن أترك الدواء، حيث إني الآن آخذه كل خمسة أيام، ولكن أحس أحيانا بالتوتر، إلا أني آخذ (موتيفال، وفلوزاك، ونودبرين) قرصا كل خمس أيام، و(الزولام) أوقفته منذ أكثر من 8 أشهر.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ esslam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالتك -أيها الفاضل الكريم– إن شاء الله بسيطة، لا جنون ولا شيء من هذا القبيل، ولن تُصاب بها أبدًا، أنت تعاني من قلق المخاوف، وعدم القدرة على التكيف؛ مما جعلك لا تستطيع أن تستمر في وظيفتك في السعودية.

الآن أنت تعيش بين أهلك وذويك، وهذا يجب أن يكون دافعًا لك من أجل المزيد من الطمأنينة، لكن لا بد أن تكون فاعلاً، بمعنى أن تعمل، أن تجتهد، أن تُثابر، أن تستفيد من وقتك بصورة أفضل، وهذا يعطيك الشعور بالعافية، والإنسان حين يحسُّ بالعافية تأتيه القدرة على المزيد من الإنجاز، وأنت -إن شاء الله تعالى– أهلٌ لذلك، وهذا هو العلاج الأساسي في حالتك، هذا علاج تأهيلي مهمّ جدًّا بالنسبة لك.

أما من ناحية الأدوية، فالأدوية التي كتبها لك الطبيب أدوية جيدة، وأتفق معك أن بعضها قد يزيد الوزن، والذي أراه هو أن الـ (نودبرين) لا داعي له، وتناول هذه الأدوية بصورة متقطعة ليس أمرًا صحيحًا، الدواء له جرعة تمهيدية، وجرعة علاجية، ثم جرعة وقائية، ثم جرعة التوقف التدرجي، أما أن يستعمل الإنسان الدواء لكل خمسة أو ستة أيام، فهذا خطأ كبير.

أنت الحمد لله تعالى أوقفت الزولام، إذًا أوقف النودبرين، واستمر على الفلوزاك والموتيفال لمدة شهر، ثم بعد ذلك أوقف الموتيفال، واستمر على الفلوزاك بجرعة كبسولة واحدة، تناولها لمدة شهرين، ثم اجعلها كبسولة يومًا بعد يومٍ، ثم توقف عن تناول الدواء، وبذلك تكون قد توقفت عن الأدوية، لكن يجب أن تُدعم الآليات السلوكية التي تقوم على تغيير نمط الحياة، وجعله أكثر إيجابية كما ذكرت لك سلفًا، وهذا هو الذي يُفيدك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً