الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وفاة جدي سببت لي القلق والوساوس.. فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 18 سنة، بدأت حالتي بعد وفاة جدي -رحمه الله-، بحيث تأتيني أفكار وهواجس، وحرارة في الحلق، ووخزات في مجرى التنفس، وأبكي وأقول سوف يحصل لي ما حصل لجدي، لأن جدي شعر بالحرارة أثناء موته، أفكر كثيراً، وأصبحت أعاني من الوسواس، ومنذ سنتين أصبح الموت كل همي، كل شيء يحزنني، لم أعد أذق طعم الحياة، أفكاري سلبية وخاطئة، عشت في عذاب، ولا زلت.

ذهبت إلى طبيبة نفسية، ووصفت لي دواء اسمه زيبرا 5 ميلجرام، تناولته لمدة 3 شهور، ثم -بحمد الله- تحسنت قليلاً، ثم تركته تدريجياً من تلقاء نفسي، لا أريد أن أكون مريضة نفسية، وبعد ذلك بدأت تأتيني وساوس الأمراض، والوضوء، والصلاة، والطهارة، ثم وسواس الموت وبالأخص موت الفجأة، أخاف من فقدان عائلتي، أو أبي، أو أمي، أخاف كثيراً ولا أنام في الليل.

أنا متأكدة أنك سوف تقول لي عودي لتناول الدواء، لكنني لا أريد أن أكون مريضة نفسية، أفكر وأخاف أن يتوقف قلبي فجأة، وأحس أن عروق قلبي تنبض، ووضوئي وصلاتي أعيدها كثيراً، الحمد لله تحسنت قليلاً، يا دكتور: ماذا أعمل؟ تعبت، وكل حلم أحلمه أقول أنني سوف أموت، أفسر كل شيء على أنه الموت.

لا أريدك أن تقول لي اذهبي إلى الطبيب، وارجعي إلى دوائك، أنا لا أريد الدواء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لميس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

لديك قلق المخاوف الوسواسي، ومخاوفك هي نحو الموت على وجه الخصوص، وهذه الفكرة راسخة لديك جدًّا، ولن نقول لك راجعي طبيبك، ولن نقول لك تناولي دواءً ما دمت لا ترغبين في ذلك.

إذًا الذي بقي هو أن تُحقّري هذه الأفكار، ألا تأخذي بها، أن تنطلقي في حياتك بجِدِّيَّة وإيجابيةٍ، وأن تحرصي على دراستك، وأن يكون لك خطط مستقبلية تملأ الفراغ الذهني لديك، الخطط المستقبلية دائمًا تُقسَّم إلى خطط آنية، وخطط متوسطة المدى، وخطط بعيدة المدى، يضع الإنسان الآليات التي توصله لهذه الخطط، وهذه الأهداف.

فابني حياتك على هذا الأساس، وطبقي أيضًا تمارين الاسترخاء، فيها لك خير كثير، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن تطبقي ما ورد بها من إرشادات، فهي مفيدة جدًّا.

بالنسبة لوساوس الوضوء والطهارة: هذه يجب أن تكوني حازمة جدًّا مع نفسك، وبالنسبة للوضوء: حددي كمية الماء، لا تتوضئي من ماء الصنبور، ضعي ماءً بكمية بسيطة في إبريق أو إناء وتوضئي به، وأكدي على نفسك في كل غسل عضْوٍ من أعضاء الوضوء.

وبالنسبة للصلاة أيضًا: كوني أكثر انتباهًا وأكثر خشوعًا، هذا -إن شاء الله تعالى- يقلِّص كثيرًا من الوسوسة في الصلاة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً