الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أفكار وسواسية أرهقتني، فكيف السبيل للتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا امرأة متزوجة وحياتي الزوجية مستقرة، عمري 30 سنة ولدي طفلة، انتقلت منذ سنة إلى بلد أوربي، ولكنني منذ فترة أصبحت أربط كل الأمور التي أراها في يومي بأمور سلبية، فمثلاً: إذا رأيت رجلاً يمشي أتخيل أنه سيأتي للمنزل ويقوم بقتلي أنا وطفلتي، وإذا رأيت سيارة أتخيل أنها ستقوم بدهسي، وحين أنظر لنافذة بيتي أفكر في أنني يجب أن أحميها بالحديد، حتى لا يتمكن أحد من الدخول للمنزل، وإذا أردت السفر أوسوس كثيراً بأن الطائرة سوف تقع، وأموراً أخرى كثيرة.

في البداية كان الأمر بسيطاً، ولكن في الفترة الأخيرة أصبح يتعبني بدرجة كبيرة، فكل ما أختلي بنفسي أو أفكر، تأتيني الأفكار السلبية وأسترسل بالتخيل، وأشعر بخوف وقلق كبير من المستقبل، لم أعد أشعر بالسعادة، ولا أتحمس لعمل لأي شيء، وكل ما أريده هو النوم الذي يشعرني بالراحة، وأخذ وقتاً كافياً لي بمفردي، كما أشعر بالإرهاق والنقمة على من حولي، وأريد أن أعرف ما الذي يحدث لي، وكيف أتجاوز هذه المرحلة بسلام؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ soma حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

قطعًا الذي تعانين منه هي مخاوف وسواسية ساعدت فيها البيئة التي تعيشين فيها، والأحداث التي تحدث هنا وهناك حول العالم، والناس قطعًا أصبحت تشعر بشيء من عدم الأمان.

أيتها الفاضلة الكريمة: حالتك -إن شاء الله تعالى- بسيطة جدًّا، ليس هناك ما يدعوك للشعور بالنقمة على الذين من حولك، خاصة الزوج وطفلتك، يجب أن يكونوا محطَّ حبك وتقديرك، فهم سندك، وكل من تعرفين يجب ألا تنظري إليهم نظرة سلبية، -أيتها الفاضلة الكريمة- هذه الحالات تُعالج من خلال تناول أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، فاذهبي إلى الطبيب، فمثلاً: هناك عقار يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس Cipralex)، ويعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram)، أو يعرف تجاريًا باسم (زولفت Zoloft)، أو ما يعرف باسم (لسترال Lustral)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline)، سيكون مناسبًا جدًّا لحالتك، فهذه أدوية مفيدة ومُريحة، سليمة، وغير إدمانية وغير تعودية، ولا تؤثر على الهرمونات النسوية.

وقطعًا الدواء سوف يُحسِّنُ من مزاجك، وسوف يُزيلُ القلق والمخاوف والوساوس، وبعد ذلك -أي بعد التحسُّنِ الذي يأتي من خلال الدواء- عليك أن تنخرطي في تطبيق آليات سلوكية مختلفة لتُساعدك على التعافي والشفاء، وألا تنتكس حالتك مرة أخرى.

أهم إجراء سلوكي هو التفكير الإيجابي، وتحقير هذه الأفكار التي تعانين منها، وتنظيم الوقت والنوم مبكرًا، وممارسة شيء من الرياضة، وأن تجعلي لحياتك معنى وهدف، وتسعي للوصول لهذا الهدف، وتضعي الآليات التي توصلك له، ولا خوف -إن شاء الله تعالى- من المستقبل، ولا حسرة على الماضي، فعيشي الحياة الآن بقوة وتوكلي على ربك، وكوني يقظة جدًّا في أمور دينك، فهذه تُنْزِل عليك السكينة والطمأنينة والخير الكثير إن شاءَ الله.

باركَ الله فيك وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً