الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أحس بالواقع والأطباء يقولون أني مصاب بالاكتئاب.. ما تفسيركم؟

السؤال

أنا متزوج منذ سنة، وامرأتي حامل، وظروفي -الحمد لله- جيدة، وليس عندي مشاكل -الحمد لله- وفي يوم استيقظت للذهاب للشغل، فوجدت نفسي لست طبيعيًا، وذهبت للشغل وأحسست بإحساس غريب أول مرة أحسه أحسست أن عيني سرحانة لكن مخي مركز، يعني إذا كلمني أحدهم أفهمه لكن كل الذين يروني يقولون أنت تفكر بماذا؟ أنت سرحان في ماذا؟

وذهبت للبيت قلت يمكن أنا مجهد سأنام وأقوم بخير، وقمت أيضًا على نفس الحالة، وبعدها جاءت إجازة العيد الكبير، ولم أنزل من البيت بسبب هذه الحالة لمدة أسبوع، أو 10 أيام، وكل يوم أنام أقول سأقوم جيدًا، لكن دون جدوى.

مع الوقت أحسست أني بحاجة للكشف عند كل الدكاترة جميع التخصصات، وكلهم يقولون ليس عندي شيء.

كلما ذهبت لدكتور نفساني يكتب لي علاجًا، ويقول اكتئاب، موضوع السرحان زاد عليه القلق والخوف، وأحيانًا أحس أني لا أحس بالواقع.

علمًا أني -الحمد لله- مواظب على الصلوات والأذكار، ما تفسيركم؟

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قد أحسنت بأن ذهبت إلى طبيب نفسي، فقطعًا قام بأخذ التاريخ المرضي بك، وقام بالاستقصاء الكامل لحالتك، ومن ثم وضع التشخيص.

من المعلومات المتوفرة أعتقد أن الذي حدث لك هو نوبة خوف أو ما يسمى بنوبة الهرع البسيطة التي أتتك صباحًا وجعلتك تحسُّ بهذا التغيير الكبير في حالتك، ومن ثم ظهر السرحان، وهكذا، وهذا – أخِي الكريم – قد ينتهي بما نسميه بالقلق الاكتئابي البسيط، وأعتقد هذا هو تشخيص حالتك، والذي أنصحك به هو:

أن تتجاهل هذه الأعراض، وأن تعيش حياة نشطة جدًّا: تنام مبكرًا وتستيقظ مبكرًا، وتمارس الرياضة، تجتهد في عملك، تتواصل اجتماعيًا، الحمد لله تعالى أنت محافظ على صلواتك وأذكارك، اسأل الله تعالى أن يزيدك من هذا، وأن يُثبتنا جميعًا على المحجة البيضاء.

وأريد أن أقول لك أن الرياضة مهمة جدًّا لتحسين التركيز، فاحرص على ذلك، وتناول الدواء حسب ما وصف لك الطبيب.

ولا بأس أيضًا أن تُجري فحوصات طبية عامة، هذا أمر جيد: تأكد من مستوى السكر، مستوى الهيموجلوبين، وظائف الكبد، الكلى، وظائف الغدة الدرقية، مستوى فيتامين (ب12)، وفيتامين (د)، هذه الفحوصات مهمة كقاعدة طبية، تجعل الإنسان يطمئن ويعرف وضعه الصحي.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً