الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يشكو من الاضطراب ثنائي القطبية وأخشى عليه من الانتكاسة، فما العمل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

زوجي مصاب بالإضراب الوجداني ثنائي القطبية منذ عدة سنوات، لقد تم علاجه بالأدوية لمدة سنة، ثم بعد العلاج لاحظت تغيراً كبيراً في شخصيته، لقد أصيب بعدة انتكاسات بعد العلاج، لقد انتكس مرتين كما أظن.

في الوقت الراهن أشعر بأن لدى زوجي أعراض انتكاسة جديدة، فقد لاحظت بأنه أخذ قرضاً من البنك لشراء سيارة، بالفعل اشترى زوجي السيارة وهو الذي يرفض القروض، علماً بأن تبذيره في صرف المال قد لاحظته في الانتكاسة التي أصابته سابقاً، ولاحظت أيضاً بأن لديه رغبة جنسية أكثر من قبل، ونومه أصبح قليلاً، وأصبح يواظب على صلواته أكثر من السابق، لا أعرف شخصية زوجي الحقيقية، فقد تزوجته وهو في قمة مرضه، زوجي لا يتكلم ولديه هوس شديد، لا أعلم هل هذه شخصيته الحقيقية أم أنها انتكاسة؟

علماً بأن طبيب زوجي قام بتخفيف الجرعة منذ ستة شهور، فهل هذا سبب ظهور أعراض الانتكاسة؟ وماذا يجب أن أفعل إن كانت هذه الأعراض انتكاسة حقيقية؟

أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك -أيتها الفاضلة الكريمة- على رسالتك هذه، والذي أبدأ به حقيقة هو نصحك بأن تكوني خير مساندًا لزوجك، وأن تُشجعيه على العلاج، وأن تكوني خير معينٍ له - جزاك الله خيرًا -.

الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من الأمراض الشائعة والمعروفة، والحمد لله نسبة نجاح علاجه الآن حوالي ثمانين بالمائة أو أكثر، وهذه نسبة عالية جدًّا في الطب، لا نجدها في كثير من التخصصات، والالتزام بالعلاج الدوائي والمتابعة مع الطبيب هي الأسس المطلوبة لأن تكون نتائج العلاج رائعة.

فحتّمي هذا الأمر على زوجك، وكوني مساندة له كما ذكرتُ لك.

الآن الأعراض التي تعتريه فيها أعراض بيولوجية مثل ضعف النوم لديه نسبيًا، وزيادة رغبته الجنسية، وحتى الإكثار من الصلاة أكثر مما يجب ربما يكون فيه جانب مرتبط بحالته النفسية، أنا لا أراه الآن في قطب هوسي حقيقي، لكن ربما تكون حالته مختلطة، وهذا معروف، أن بعض مرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية ليس من الضروري أن يكون لديهم قطب هوسي أو قطب اكتئابي واضح، ربما ينتقلون إلى حالة فيها شيء من اختلاط الأعراض ما بين العرض الهوسي والعرض الاكتئابي، وهنا تعتبر مثبتات المزاج مهمة جدًّا وضرورية جدًّا.

أعتقد أن زوجك الكريم يحتاج الآن لمراجعة علاجاته بواسطة طبيبة المعالج، أنا لا أعتبرها انتكاسة، لكنها نوع من الهفوة المرضية، والهفوة المرضية هي مُقدمة للانتكاسة، فأنت - جزاك الله خيرًا - تواصلتِ معنا في الوقت الصحيح، وكل المطلوب هو بودٍّ ولطفٍ أن تجعلي زوجك يذهب إلى الطبيب، واستأذنيه في أن تتحدثي مع الطبيب حول ملاحظاتك، لأنك أنت خير معينٍ، وقطعًا حكمك على أعراضه من خلال ملاحظاتك الدقيقة سوف يكون أفضل من حكمه هو، لأن كثيرًا من مرضى الاضطرابات الوجدانية لا يدركون ماهية أعراضهم بدقة شديدة.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً