الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مرض الحزام الناري هل هو مُعْدٍ للحامل وغيرها أم لا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على المجهود الرائع، وأرجو الرد على رسالتي سريعًا.

زوجتي حامل في منتصف الشهر الثالث، وأمي أصيبت بحزام ناري فوق العين، جلست زوجتي معها يومًا إلى أن ذهبت للطبيب، ثم شعرتْ بالخطر، وقالت لي –زوجتي-: ابتعد عنها – أي أمي-؛ حتى لا يصيبني المرض.

قرأت على النت أنه مرض يصيب الجنين بالعدوى وبتشوهات، فأرجو الرد على سؤالين:

أولًا: هل هو معدٍ، مع العلم أني أصبتُ في صغري بالجدري؟

ثانيًا: هل هذا المرض يمكن أن يصيب الجنين دون أن يصيب الأم؟

أفيدوني، جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نردّ لك الشكر بمثله, ونسأل الله -عز وجل- أن يوفّق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائمًا.

نعم -أيها الأخ الفاضل-، إن الحزام الناري أو داء المنطقة (وهو الاسم الصحيح للمرض), يعتبر مرضًا شديد العدوى؛ لذلك فإن أغلب الناس يصابون بهذا المرض في الطفولة, والإصابة به تشكّل مناعة دائمة في الجسم تحمي من انتقال العدوى للشخص مرة ثانية؛ وبالتالي فإننا نجد بأن الغالبية العظمى من الأشخاص البالغين ذكورًا وإناثًا لديهم مناعة ضد المرض, أي أنهم حتى لو تعرضوا للعدوى, فإنهم لن يصابوا بالمرض -بإذن الله تعالى-.

بما أنك قد أُصبت بهذا المرض وأنت في الطفولة, فهذا يعني بأن دمك يحتوي على أجسام مناعية ستحميك من انتقال الإصابة إليك, وبالتالي لن تُصاب بالعدوى إن جالستَ والدتك الفاضلة -حفظها الله-.

إن داء المنطقة أو جدري الماء يمكن أن يصيب الحامل إذا لم يكن لديها مناعة ضد المرض, أي إذا لم تكن قد أصيبت به من قبل, فإن حدثت لها إصابةٌ خلال الحمل, فقد تنتقل هذه الإصابة للجنين, ولا يُمكن أن يصاب الجنين من دون أن تصاب الأم, وإصابة الحامل بهذا المرض ستؤدي إلى ظهور أعراض واضحة جدًا عليها؛ لأن الإصابة في الكِبَر غالبًا ما تكون أشد بكثير من الإصابة في الطفولة.

ما أنصح به هو التالي: إذا كانت زوجتك قد أصيبت بالمرض خلال فترة الطفولة, فهنا اطمئنَّ تمامًا، ولا داعي لعمل أي شيء؛ لأن لديها مناعة ضد المرض, ولن تصاب بالعدوى ثانية, لا من والدتك ولا من غيرها، لكن إذا لم تكن قد أصيبت بالمرض, أو إذا لم تكن متأكدة أو كان لديها شك في الأمر, فهنا يجب عمل تحليل دم للأجسام المناعية لهذا المرض, فإذا كان التحليل إيجابيًا, فهذا يعني بأنها قد أصيبت بالمرض سابقًا, ولا خوف الآن من انتقال العدوى.

أما إذا كان التحليل سلبيًا, فهذا يعني بأنها لم تصب بالمرض من قبل, وأنه ليس لديها مناعة ضده, وقد تُصاب به الآن, وهنا يجب الإسراع بإعطائها إبرة وقائية لها, وهي عبارة عن غلوبولين مناعي ضد هذا المرض؛ لحمايتها وحماية الجنين من الإصابة به.

نسأل الله -عز وجل- أن يمنّ عليك وعلى زوجتك ووالدتك بثوب الصحة والعافية دائمًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر رضا فحرون

    بارك الله فيكم و في مجهودكم

  • مصر محمد

    شكرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً