الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الاضطراب الوجداني ثنائي القطب والصداع

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 32 سنة، ووزني110كجم، وأعالج من مرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، وأتناول أدوية مثل (اللامكتال) و(السيروكسات)، والمشكلة التي أعاني منها هي الصداع، حيث أشعر أن النبض شديد في رأسي على جانبي الجبهة، وأشعر بوجود ثقل خفيف في المنطقة الأمامية من الرأس -أي منطقة الجبهة-.

ما هو السبب وراء هذا الصداع؟ وما المطلوب مني فعله؟ علماً أني لا أعاني من مشكلات في النظر أو الأنف أو الأذن أو الأسنان أو الجيوب الأنفية، فهل أحتاج إلى القيام برسم قلب، حتى أستطيع التأكد من أن نبضات القلب في المعدل الطبيعي؟

دفعني الشعور بالصداع إلى التوجه نحو قياس ضغط الدم، حيث تكون القراءة (140/90)، وقد تكررت هذه القراءة أكثر من مرة، فهل هذا الارتفاع في الضغط هو ما يسبب الصداع؟ علماً أن قياس الضغط يكون أعلى عند القياس من خلال الذراع الأيسر.

في آخر مرة قمت فيها بزيارة الطبيب الباطني، كان القياس (140/90)، حيث أخبرني أن ضغطي طبيعي وفقا لما أتناوله من أدوية، وأنه لا علاقة لضغط الدم بالصداع، وأن سبب الصداع هو الأدوية مثل (اللامكتال)، علماً أن الصداع موجود قبل تناول الأدوية، ولم يكتب لي أدوية للضغط، فهل حالتي تستدعى تناول الأدوية أم لا؟ علماً أن عندي بعض الزيادة في (الكوليسترول) والدهون الثلاثية.

أرجو من سيادتكم الإجابة التفصيلية؛ لأني في حيرة من أمري، ولا أعرف ماذا أفعل، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمال حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ضغط الدم الذي لا يزيد عن (40/90) يعتبر طبيعياً، ولا يحتاج إلى علاج طبي، والمطلوب للسيطرة على الضغط والعمل على عدم ارتفاعه هو تغيير نمط الحياة من خلال الإقلال من الملح، وترك المخللات، وممارسة الرياضة -خصوصا رياضة المشي-، وترك التدخين، والابتعاد عنه -بمعنى عدم الجلوس في مجالس المدخنين- والإقلال من الدهون في الطعام، والعمل على إنقاص الوزن؛ لأن وزن (110 كجم) يعتبر سمنة مفرطة، وكل عنصر من العناصر السابقة يساعد على خفض الضغط عدة درجات، ومع اتباع نمط الحياة الجديد سوف ينضبط ضغط الدم أكثر فأكثر؛ ولذلك عليك العمل على إنقاص الوزن من خلال حمية غذائية، ومن خلال ممارسة الرياضة.

والحجامة من بين البدائل العلاجية لمرض الصداع عموماً، ولمرض الصداع النصفي على وجه الخصوص، فيمكنك عمل أكواب الحجامة بدون تشريط في فروة الرأس عند خبير الحجامة؛ ففيها فائدة كبيرة لعلاج الصداع -إن شاء الله-، مع تناول مقويات للدم؛ لأن فقر الدم قد يؤدي إلى صداع.

++++++++++++++++++
انتهت إجابة الدكتور د. عطية إبراهيم محمد استشاري طب عام وجراحة وأطفال
وتليها إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
++++++++++++++++++

الـ (لاميكتال Lamictal) لا يُسبب الصداع، والـ (زيروكسات Seroxat) قد يُسبب صداعًا بسيطاً، لكن هذا في بدايات العلاج.

بالنسبة لهذا الصداع: أعتقد أنه –غالبًا- صداعًا توتريًّا، فأرجو أن تأخذ بما ذكره لك الأخ الدكتور عطية إبراهيم، وفي الوقت ذاته إذا أجريت صورة مقطعية للرأس -إن كان ذلك سهلاً وممكنًا- فهذا سوف يكون مطمئنًا تمامًا لك.

ومثل هذا الصداع -بعد أن تتأكد من الصورة- قد تستفيد كثيرًا من تغيير وضعية النوم، فكثير من الناس يعانون من الصداع بسبب الانشدادات العضلية التي تحدث في فروة الرأس، وذلك من خلال النوم بصورة خاطئة. فالمفروض أن تنام على شقك الأيمن، وألا تكون الوسائد أو المخدات مرتفعة، ويجب أن تكون من النوع الخفيف وغير المرتفع؛ حتى لا يحدث انشداد عضلي في أوتار الرقبة؛ مما يؤدي إلى شد عضلة فروة الرأس؛ وهذا ينتج عنه الصداع.

أيضًا تمارين الاسترخاء سوف تفيدك، ويمكنك أيضًا أن تبحث عن أي روابط تُسبب هذا الصداع، مثل الإجهاد والتوتر، وتحاول أن تُزيل هذه الروابط، لكن الأدوية -أؤكد لك- ليست سببًا فيه أبدًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً