الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بإجهاد ذهني وإرهاق وضعف عام واضطراب في البلع، ما تفسير ذلك؟

السؤال

السلام عليكم

ظهرت لي حالة في بداية عام 1423هـ، وهي الشعور بنغزة بين الأكتاف كلما حاولت الدخول بالنوم، ولا أستطيع النوم معها أبداً، واستمرت معي لأكثر من شهر، ربما أنام لفترات قصيرة، ذهبت لأكثر من طبيب، ولم أحصل على إجابة شافية، إنما هي مجرد اجتهادات، وهدفهم مادي لا أكثر!

صاحب حالتي اضطراب في عملية البلع، مُمكن صارت عملية البلع لا إرادية وبشكل مستمر، فصرت أبلع بكثرة وبشكل فضيع، والشعور بالضعف العام بالجسم, بعدها اختفت النغزة وعملية البلع، ولكني لم أعد كما كنت، فقدت طعم الحياة، أصبح كل شيء مألوفًا، كزيارة أماكن لم يسبق لي زيارتها، وأشعر بأنني لا أعيش كالبقية.

مارست حياتي توظفت وتزوجت، وأقوم بكل أموري اليومية، وأمارس الرياضة، ولكنه استمر معي الضعف العام والإحساس بفقد طعم الحياة، وكل شيء من حولي صار مألوفًا -كما ذكرت-.

النغزة ظهرت لي مرة واحدة في عام 1415هـ،غيرت موضع نومي واختفت، ولم يصاحبها أي شيء، وفي عام 1423هـ رجعت، واستمرت لفترة مع ظهور أعراض، وألاحظ مع تقدم عمري زيادة حالة عدم الشعور بما حولي، والضعف العام بالجسم.

يخطر لي أن من أسباب ما حصل لي، هو أني في تلك الفترة كنت متخرجًا من الثانوية، ولم أوفق في وظيفة خلال 3 سنوات، والتي سبقت عام الإصابة، والتفكير بالمستقبل، ولا أعلم ما هي حالتي حتى هذه اللحظة، هل هي نفسية أم عضوية.

حالياً أشعر بإجهاد ذهني وإرهاق عام، والنوم -الحمد لله- تحسّن، مع اختفاء النغزة المذكورة، ولكن هناك بلع خفيف، وذلك عندما أركز عليه.

أفيدوني، جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيرًا، ونشكر لك الثقة في إسلام ويب.

أستطيع أن أقول لك -وأنا على درجة عالية جدًّا من الثقة واليقين-: إن حالتك حالة بسيطة، وهي نفسوجسدية أو تسمى (بالجسدنة)؛ ليست نفسية خالصة، وليست عضوية خالصة.

الشعور بالنغزات في الصدر وكل الأعراض الجسدية الأخرى، وشعورك العام بالتوجُّس حول صحتك، والشعور بالضعف العام: هذا -حقيقةً- ناتج من قلق نفسي أدى إلى هذه الأعراض الجسدية، وهذه الحالات نعتبرها نفسية جسديَّة، أو تسمى (سيكوسوماتية).

أنت لست متوهمًا، لا، أعراضك الجسدية التي تحسُّ بها هي أعراض حقيقية، لكنها ليست عضوية، يعني لا تدل على وجود مرض عضوي أبدًا، هي ناتجة من شيء من القلق النفسي والتوجُّس وربما المخاوف المرَضية البسيطة، وكذلك الوسوسة، هذه كلها تتجسَّد وتؤدي إلى انقباضات عضلية، التوتر النفسي حتى وإن كان بسيطًا يؤدي إلى توتر جسدي لدى بعض الناس، وهنالك فوارق كبيرة جدًّا بين الناس في هذا السياق، هنالك من تكون أعراضه شديدة، وهنالك من تكون أعراضه بسيطة جدًّا.

أيها الفاضل الكريم، المطلوب منك هو الآتي:

أولاً: أن تقبل تفسيري هذا، أنا لست بأفضل الأطباء أبدًا، لا أقول هذا -حاشا لله-، لكني أعتقد أن الطريقة التي وصفت بها حالتك بالدقة والرصانة التي تجعلني أرى أنها قلقية في المقام الأول أدت إلى أعراض جسدية.

ثانيًا: لا تتردد بين الأطباء، لا تُكثر أبدًا من الذهاب إلى العيادات والتنقل بين طبيب ومُعالج، هذا يزيد من التوهم المرَضي عند بعض الناس، وفي هذا السياق أريدك أن تذهب مثلاً لطبيب واحد -طبيب الباطنة، أو طبيب الرعاية الصحية الأولية– مرة واحدة كل ستة أشهر، مرتين في العام، هذا من أجل إجراء الفحوصات المختبرية العامة وإجراء الكشف الإكلينيكي على الجسد. هذه طريقة جيدة، طريقة فاعلة، تُطَمئِن الناس كثيرًا.

ثالثًا: أن تعيش حياة صحية، والحياة الصحية تتطلب:

• أن تلتزم بدينك، أن تحرص على الفرائض، خاصة الصلاة في وقتها ومع الجماعة في المسجد. هذه حياة صحية أساسية، وجزء من الحياة الصحية أيضًا.

• أن تمارس الرياضة.

• أن تنظّم غذاءك.

• أن تنام مبكرًا وتستيقظ مبكرًا.

• أن تتجنب النوم النهاري إلا القيلولة البسيطة بعد الظهيرة وقبل العصر لمدة نصف ساعة أو أقلّ.

سر على هذا المنوال؛ فهذا ضروري.

رابعًا: أن تصرف انتباهك عن هذه الأعراض من خلال أن تكون فعّالاً في حياتك، أنت شاب، الحمد لله –تعالى- لديك أشياء إيجابية، فأنت لديك الزوجة، لديك العمل، لديك أشياء كثيرة في الحياة، فكن متفائلاً، كن إيجابيًا، لا تخف أبدًا من المستقبل، لكن عشْ الواقع والحاضر بقوة شديدة وبفعالية.

خامسًا: تحتاج لتناول أحد مضادات القلق والتوترات النفسية الجسدية، وأعتقد أن عقار (جنبريد genprid)، وهو موجود بالمملكة العربية السعودية، ويُعرف أيضًا تجاريًا باسم (دوجماتيل Dogmatil).

المنتج منتج سعودي رائع جدًّا، وهذا الدواء يسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride)، تحتاج أن تتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا -أي كبسولة واحدة- لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله.

إن أراد الطبيب أن يصف لك دواءً آخر مضادًا للقلق والأعراض النفسوجسدية، فلا بأس في ذلك أبدًا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك الثقة في إسلام ويب والتواصل مع موقعك هذا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا R82

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
    أنا كنت أعاني مثل ماتعاني منه لا بل اكثر
    كنت أعاني لأكثر من

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً