الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحسنتْ حالتي، وبعد التوقف عن العلاج عادت المعاناة من القلق والوسواس والضيق

السؤال

السلام عليكم

أعاني منذ شهر 9/2013 من الحموضة، والتي تسببت في ظهور أعراض، منها: خفقان ونغزات وألم الصدر والظهر وحرقة، ولقد عملت جميع فحوصات القلب، ومن أهمّها تخطيط القلب والإيكو والأشعة المقطعية للشرايين في شهر 2/2014، وتحسنت حالتي الصحية بشكل كبير بعدما تناولت عقار (سيروكسات) منذ شهر 5/2014، وقبل شهرين من الآن توقفت عنه، وكان قد طلب مني الدكتور بأن أتناوله أكبر مدة ممكنة، وهو مضاد للاكتئاب والوسواس، ومع هذا العقار -ولله الحمد- تحسّنت حالتي النفسية والصحية كثيرًا، حيث كنت أعاني منذ حوالي 12 سنة من الوسواس والضيق.

منذ شهر 5/2014 وإلى 23/2/2015 وصحتي -ولله الحمد- في تحسّن مستمر، ولكن بعد تاريخ 23/2/2015 بدأت حالتي الصحية تسوء، حيث أعاني من ضيق وهلع، وأصلّي على عجل، وأحس وكأنّ هناك كتلة داخل صدري وأحس بغثيان، مع أني عملت تخطيط قلب بتاريخ 27/2/2015، وطمأنني الدكتور بأن التخطيط سليم، ولكني إلى الآن وأنا أعاني من قلق وهلع ووسواس ونغزات وحرقة واضطراب في البطن، وبعض الأحيان أحس بضيق شديد.

أرجو نصحي وإرشادي إلى العلاج المناسب، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بعض حالات القلق والوساوس لدى بعض الناس، خاصة الذين تكون شخصياتهم حساسة أو تحمل سمات القلق.

الأعراض من طبيعتها أن ترجع بعد التوقف من العلاج الدوائي، هذا لا يمثّل انتكاسة حقيقية، لكن يُشير إلى أن الإنسان كان معتمدًا على العلاج الدوائي، ولم تُطبّق الآليات السلوكية حسب ما هو مطلوب.

التطبيقات السلوكية مهمة جدًّا -أيها الفاضل الكريم–، وقد أشرنا إلى ذلك في استشارات سابقة بالنسبة لك، فاجعل نمط حياتك نمطًا جديدًا يقوم على مبدأ تحقير الأعراض ومواجهتها، والقيام بفعل الضد، هذه الأسس تكفي تمامًا لئلا تظهر الأعراض مرة أخرى بعد التوقف عن تناول الدواء.

أريدك الآن أن ترجع وتتناول (الزيروكسات Seroxat) نفسه، وابدأ هذه المرة في تناول ما يعرف تجارياً باسم (زيروكسات CR) بجرعة 12.5 مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهرٍ، هذه جرعة صغيرة جدًّا، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا.

خمسة وعشرين مليجرامًا ستكون هي الجرعة العلاجية الصحيحة في حالتك، استمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى 12.5 مليجرام يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها 12.5 مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرين، ثم 12.5 مليجرام مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرين أيضًا، ثم توقف عن تناول الدواء.

كما تلاحظ –أخِي الكريم– الآن مدة العلاج الدوائي أطول، لكن الجرعة أصغر ومتفرقة، وأعتقد أن هذا سوف يكون كافيًا جدًّا بالنسبة لك، خاصة إذا قمت بالتطبيقات السلوكية التي تحدثنا عنها.

لا أرى أنك تعاني من علة في القلب، الذي يحدث لك من أعراض نفسوجسدية، هو مصاحب أو مكون رئيسي لحالة قلق المخاوف الذي تعاني منه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً