الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصابني وسواس في كل شيء، حتى طال أمور التوحيد والعقيدة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌ، عمري 31 عاماً تقريباً، الحمد لله بفضله ومنه وتوفيقه محافظ على الصلوات في المسجد، وعلى الأذكار صباحاً ومساءً، وعلى أذكار النوم.

أعاني منذ ما يقارب سبعة أشهر من وسواس قهري يزيد حدته علي، وازداد في الفترة الأخيرة، مع وجود ألم في الجسم، وضيق شديد في الصدر في بعض الاوقات، وتزايد في نبضات القلب، وكثرة الأحلام المفزعة، مع ألم في الجسم سواء في اليدين أو الرجلين، وحرارة شديدة في الجسم في بعض الأحيان، وأحس أني لا أستطيع تحريك يدي ورجلي.

وأحياناً تأتيني رعشة شديدة في الجسم مع الخوف، مع تزايدِ كثرة الوساوس في حق الله -تبارك اسمه، وتعالى جده، سبحانه وتعالى-، وفي حق الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-، كما أن الوساوس طالت والدي المتوفي عندما أدعو له تأتيني وساوس بأني أدعو عليه، كما أن الوساوس طالت كل شيء، فكل شيء أوسوس فيه.

أريد علاجاً، مع تفسير الألم الذي أعاني منه.

أنا مقصر جداً في قراءة القرآن، كما أني بدأت أجد ثقلاً في أداء الصلوات والأذكار, مع وجود خمول شديد وشرود في الذهن, وفي بعض الأحيان تنميل في الدماغ وحرقان فيه.

ذهبت إلى الطبيب فأعطاني بروزاك، وقال لي خذ ثلاث حبات يومياً 60 ملغ.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العفو والعافية والشفاء، ولنا جميعًا.

أيها الفاضل الكريم: بالفعل أنت لديك وساوس قهرية، ومن الواضح أنها وساوس متشعبة، وساوس فيها ما يُزعجك، لأنها تتعلق بأمور الدين وفيها تطاول على الذات الإلهية، وهذا النوع من الوسواس بالفعل مزعج لصاحبه.

الوسواس –أيها الفاضل الكريم– يُعالج ويعالج بحسم شديد، ألا يُناقش، أن يتم تجاهله، أن يُحقَّر تحقيرًا كاملاً. من أخطر الأشياء أن تُناقش الوساوس، وتحاول أن تجد لها تفسيرًا، أو تخضعها للمنطق، هذا يجعل الوساوس تستشري وتتمكن أكثر.

فأنا أنصحك حقيقة أن تُغلق على هذه الوساوس، بل أنصحك بأن تحضر وتقابلنا في عيادة الطب النفسي. أنت موجود في قطر، ويمكن أن يُقدم لك الكثير جدًّا في قسم الطب النفسي، لدينا مختصون متميزون في العلاج السلوكي لهذه الوساوس، وبجانب ذلك توجد الأدوية، والــ (بروزاك Prozac) الذي أعطاه لك الطبيب هو دواء جيد وممتاز وفاعل.

جرعة الـــ 60 مليجرام من البروزاك هي جرعة ممتازة ومحترمة، لكن أُفضّل أن تبدأ بكبسولة واحدة يوميًا لمدة أسبوع، ثم اجعلها كبسولتين يوميًا لمدة أسبوعين، ثم اجعل الجرعة ثلاث كبسولات، تناولها بمعدل كبسولتين في الصباح وكبسولة في المساء، وهذه الجرعة تستمر عليها لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر على الأقل، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة تدريجيًا أو حسب ما يراه لك الطبيب، وربما تحتاج لعلاج داعم مثل الـ (دوجماتيل Dogmatil) والذي يعرف علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) أو الـ (رزبريدال Risporidal) والذي يسمى علمياً باسم (رزبريادون Risperidone) بجرعة صغيرة.

أريدك أيها الفاضل الكريم: أن تحضر بقسم الطب النفسي بمؤسسة حمد الطبية، فقط أحضر تحويلاً من المركز الصحي، وسوف يتم -إن شاء الله تعالى– استقبالك وتقديم الخدمة المطلوبة، حالتك يمكن أن تُعالج، وتعالج بصورة ممتازة جدًّا، والأسس التي ذكرناها لك هي أسس عامة فيما يخص العلاج السلوكي، وكذلك بالنسبة للدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

وانظر علاج وساوس العقيدة سلوكيا: (263422 - 283543 - 260447 - 265121).

وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً