الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شعرت فجأة وكأني تغربت عن ذاتي، فهل أنا أعاني من اختلال الإنية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

بداية أحب أن أشكر كل القائمين على هذا المنتدى المفيد، والذي يجمع الكثير من الناس من هم بحاجة من يسمعهم ويقلل من خوفهم، فجزاكم الله عنا خير الجزاء.

مشكلتي قد يخونني التعبير في كتابتها، فأنا لا أعرف ما هي الكلمات التي ينبغي علي كتابتها لتوضيح ما أشعر به؟ فمعاناتي بدأت منذ 7 أشهر، حيث أنني في أحد الأيام صباحا كنت يقظة ولم أنم طوال الليل، شعرت بشعور غريب قد لا أستطيع وصفه وصفا دقيقا، لأنني لا أعرف كيف أقوله؟

شعرت بأنني في عالم آخر بعيد جدا عما أنا فيه، ورؤيتي للآخرين ليست رؤية طبيعية معتادة، ليست بقصر نظر أو ما إلى ذلك، على العكس، فنظري كما هو، ولكن لا أشعر بأنني أراهم كما كنت سابقا، وأشعر بأنني أريد أن أخرج إلى الواقع، وكأن هناك حاجزا يمنعني من الاستمتاع بالحياة، وأشعر بأنني أريد أن أصرخ ولكن لا أستطيع، وأن أعصابي متعبة.

عندما أقول لمن حولي بما أشعر به؛ فإنهم يضحكون علي كثيرا، لأنهم يروني أتصرف بشكل طبيعي، فأنا أضحك معهم، وأركز فيما يقولونه، ولكن لا يفهمون ما الذي أشعر به بداخلي، كما لا أعلم كيف استطعت التفوق في دراستي مع هذه الحالة التي أعيشها؟

بعد أن بدأ دوام الدراسة خف الشعور لأيام، وكان تأتيني حالات لمدة قصيرة، أشعر أيضا عند الجلوس بتنميل قدمي، حتى وإن لم يكون جلوسي طويلا، فأنا من الأشخاص الذين يخافون كثيرا من الأمراض، أقرأ عن الأمراض كثيرا، وأوسوس جدا، حتى أنه يغلبني البكاء كثيرا، وأخاف من المستشفيات والتحاليل.

نعم أؤمن بما كتبه الله لنا، ولكن أنا كثيرة الخوف والجزع، فقد قرأت عن حالة اختلال الآنية، فهل هذه الحالة التي تأتيني هي اختلال الآنية؟ وهل تستمر لفترة طويلة لأشهر؟

أتمنى أن أكون قد استطعت توضيح ما أردت أن أوصله لكم.

شاكرة لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sweera Sw Ra حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أختي الكريمة: أنت بالفعل قد تكوني تعرضتَ لإجهاد جسدي ومع شيء من الإجهاد النفسي، لذا أتتك حالة القلق هذه، وهي بالفعل يمكن أن نعتبرها نوعًا من اضطراب الآنية.

الشعور بالتغيُّر الكبير حول الذات وكذلك بالنسبة للعالم الخارجي الذي يُحيط بك: هو من سمات اضطراب الآنية الأساسي.

وأنت في الأصل –أيتها الفاضلة الكريمة– لديك ميول للقلق، ولديك ميول لبعض المخاوف، خاصة الخوف من الأمراض، وهذا يجعلك من الأشخاص الذين لديهم ميول نحو ما يمكن أن نسميه بـ (قلق المخاوف الوسواسي).

أنا أرى أن حالتك بسيطة جدًّا، وتواصلك مع أحد الإخوة الأطباء النفسيين في البحرين سيكون أمرًا جيدًا، فالأمر يحتاج لإجراء بعض تمارين الاسترخاء، والحرص على ممارسة الرياضة، وقد يحتاج منك أيضًا لتناول أحد مضادات القلق البسيطة، هذه الحالات غالبًا لا تستمر أبدًا لفترات طويلة، وتجاهلها وتغيير نمط الحياة هو من الأسس العلاجية الرئيسية كما أشرنا إلى ذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً