الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسواس القهري منذ فترة طويلة، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من الوسواس القهري منذ فترة طويلة، بدأت العلاج منذ ٤ سنوات، بعد الذهاب للطبيب، وصف لي السيروكسات سي ار، وانتظمت على جرعة ٣٧.٥ لمدة سنة، والحمد لله كانت النتائج ممتازة.

واجهتني مشكلة الهوس والبهجة المبالغ فيها، فقمت بتقليل الجرعة إلي ٢٥ مجم، واختفت هذه المشكلة بنسبة كبيرة، ومنتظم على هذه الجرعة منذ سنتين ونصف، والحالة مستقرة والحمد لله.

ما يواجهني الآن هو الضعف الشديد للرغبة الجنسية وليس الضعف الجنسي عموماً، علما أني مستمر هذه المدة على العلاج، وتعديل الجرعات من تلقاء نفسي، وبدون الرجوع للطبيب، وذلك من بعد أول زيارتين.

هل الانتظام على العلاج كل هذه المدة، وبهذه الجرعات بدون استشارة الطبيب خطأ؟ وهل من الممكن أن تسبب مشاكل حالية أو مستقبلية؟

هل يوجد بديل للسيروكسات سي ار له نفس الكفاءة والجودة لكن لا يسبب الهوس ولا يسبب ضعف الرغبة الجنسية؟ وإن وجد البديل ما هي الطريقة الصحيحة للانتقال من السيروكسات؟ هل لهذا الدواء بديل؟ وما هي المدة الواجب الاستمرار عليها؟

علما أنه ليس لدي أي مانع معنوي أو مادي للاستمرار على العلاج لسنوات طويلة إن كان هذا حلاً لمشكلتي.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الستار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أخي الكريم: أنت بالفعل قاومت الوساوس القهرية بصورة جيدة، والتزمت بالعلاج الدوائي لفترة طويلة، وقد أفادك كثيرًا.

الإشكالية أتتْ في أنه أتاك شيء من الانشراح، وهذا دليل على أنك تعاني من درجة بسيطة من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، أقول (درجة بسيطة) يعني أنه من الدرجة الثالثة أو الرابعة.

لا تنزعج كثيرًا لهذا الأمر، بما أنك عرفته فهذا في حد ذاته يعتبر حلًّا للمشكلة.

أعتقد أن عقار يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات Seroxat CR) يمكن أن يكون في حدود 12.5 مليجرام، أعتقد أن ذلك سيكون كافيًا جدًّا بالنسبة لك، لأنك – الحمد لله تعالى – خلال هذه السنوات لا بد أنك قد اكتسبت الخبرة الكافية لمقاومة الوساوس وتحقيرها، وقطعًا مهاراتك الاجتماعية قد تطورت، فأعتقد أن 12.5 مليجرام من الزيروكسات CR ستكون كافية جدًّا كجرعة وقائية، وفي ذات الوقت لن تؤثر أبدًا على أدائك الجنسي، ولن تُدخلك في القطب الانشراحي أبدًا.

أود أن أقترح عليك أنك يمكن أن تُدعم الزيروكسات 12.5 مليجرام بـ (سوركويل Seroquel) والذي يسمى علمياً باسم (كواتيبين Quetiapine) خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، دواء رائع، يزيل عنك القلق، ويضمن لنا أنك لن تسقط أبدًا في القطب الانشراحي كما ذكرتُ لك، وإن كنت لا تريد دواءً منوِّمًا فربما يكون عقار (رزبريدال Risporidal) أو ما يسمى علمياً باسم (رزبريادون Risperidone) واحد مليجرام ليلاً، أيضًا هو من الأدوية المفيدة كدواء داعم لعلاج الوساوس القهرية.

هذه مجرد اقتراحات – أخِي الكريم – لكن حتى وإن ظللت على الزيروكسات بجرعته الحالية (خمسة وعشرين مليجرامًا) يوميًا، فلا بأس في ذلك، لكن ما دمت مستقرًا لماذا لا نقلص الجرعة ونجعلها 12.5مليجرام، وإذا حدث أنك لم ترتح على هذه الجرعة يمكن أن ترجع إلى خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا.

إذًا البدائل كثيرة، والوسائل طبية، ونحن في نعمة وخير كبير.

أخِي الكريم: ركِّز على الوسائل السلوكية لمقاومة الوسواس، هذه جيدة، وتمنع الانتكاسات المرضية إذا توقفت عن الدواء مستقبلاً، بالرغم من أن الدواء سليم، وأنا لا أمانع أبدًا من أن تظل على هذه الجرعة الوقائية أي مدة تُريدها.

للإجابة على أسئلتك: قرارك كان صحيحًا، والزيروكسات والأدوية المشابهة هي أدوية سليمة جدًّا، لكن قطعًا استشارة الطبيب والتواصل معه من وقت لآخر أيضًا لها فائدة عظيمة.

كل الذي أطلبه منك – أخِي عبد السَّتَّار – هو أن تقوم ببعض الفحوصات الروتينية، تتأكد من مستوى السكر لديك، الهيموجلوبين، وظائف الكبد، وظائف الكلى، وظائف الغدة الدرقية، فيتامين (د)، فيتامين (ب12)، مستوى الدهنيات في الدم... هذه أعتقد أنها فحوصات مهمة للإنسان ليتأكد من وضعه الصحي، يمكن أن تُجرى مرة واحدة كل ستة أشهر.

وممارسة الرياضة مهمة جدًّا، سوف تجعلك تحسُّ بالتعافي، وقطعًا تساعد كثيرًا على الأداء الجنسي، وفي ذات الوقت تُقلل فرص زيادة الوزن من خلال تناول الزيروكسات.

بالنسبة للبدائل: أوضحت لك أن الزيروكسات بجرعة صغيرة قد يكون كافيًا، ويمكن إضافة السوركويل له أو الرزبريادون.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً