الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشيطان والانحراف

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيراً على الإجابة الجزئية رغم طول انتظار، وها أنذا أعود مرةً أخرى وأفصِّل قليلاً.

عندما كنت في الـ6 أساسي وفجأة ودون سابق إنذار تغير ضوء الشمس لدي، وكنت آنذاك أصلي في الوقت، وحتى صلاة الفجر أحياناً، رغم صغري، ومند ذاك اليوم تغيرت لدي المفاهيم، وفي الـ17 من عمري قررت أن ألتزم نهائياً وفعلاً طبقت جل التعاليم، لكن حالتي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، ويزداد وسواسي، واستمرت حالتي سنتان، وبعد استفحال القضية وضغوطات أخرى من العائلة والمحيط قررت أخيراً أن أزيل مظاهر الالتزام؛ لأن السنتين من الالتزام الأجوف مرت هباءً، كانت لدي إرادة العبادة، أصلي وأقرأ القرآن وأقيم الليل أحياناً، لكن بلا فائدة، وأخيراً دخلني شك بأني مسحور منذ 11 سنة، أي منذ ذلك اليوم الذي تغير فيه لون الشمس لدي، والأدهى من ذلك أنني أضع جدولاً لاستغلال الوقت ولا أستطيع تطبيقه، وأضيع النقود رغم قلة مدخول عائلتي.

أفيدوني جزاكم الله خيراً، وجمعنا وإياكم في جنته إنه سميع قريب مجيب الدعاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك أخي محمد على هذه الثقة العالية التي أوليتها إيانا، وإن شاء الله نكون عند حسن ظنك بنا.

اعلم -أخي- أن هذه الحالة التي أصابتك هي من يأس النفس وترك زمام الأمور لها، فالإنسان العاقل هو الذي يجاهد نفسه ولا يحسن الظن بها، بل هو دوام الحذر منها، واعلم أن النفس أمارة بالسوء، وإذا كنت في طريق الخير تحاول أن توسوس لك لتبعدك عن هذا الخير الذي أنت فيه، وقد كان خير البشرية صلى الله عليه وسلم دائم التحذير من شرها، فقد قال لحصين بن المنذر: (قل: اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي) وقال لابنته فاطمة رضي الله عنها يوماً: (ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين) وكان يقول أيضاً في دعائه: (وإنك إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضعف وعورة وذنب وخطيئة، وإني لا أثق إلا برحمتك).

وكل ما يحدث لك أخي محمد هو من النفس والهوى والشيطان، فإنهم يصرفون الإنسان عن طريق الخير، ويحببون له الركون إلى الراحة والدنيا وزخرفها، وأصبحت نفسك كما تقول أنت حريصة على الركون إلى الدنيا بعد أن تركت الالتزام وتزيل مظاهره، ونحن لا نريد أخي محمد أن تكون في ظاهرك ملتزماً وباطنك خاوياً من الالتزام، بل يجب أن يكون باطنك كظاهرك، ولعل الله يريد بك خيراً أن يعيدك إلى طريق الجادة والصواب، فحاول أن تقوي ضعفك، وتسيطر على هذه الأفكار التسلطية، ولا تسمع لها ما دمت على طريق الحق، وإذا كنت تريد النجاح في حياتك ويبارك الله لك في رزقك وتنجح مع الناس وتنجح في آخرتك فما عليك إلا أن:

1- قوي إيمانك بالله عز وجل.

2- أن تقيم الصلاة لأول وقتها.

3- حاول أن تتبع منهج النبي صلى الله عليه وسلم في كل حركة وسكنة.

4- اجعل لسانك رطباً بذكر الله تعالى.

5- أكثر من قراءة القرآن.

6- استعن بالله بالدعاء في جميع أمورك.

7- استعن بالصحبة الصالحة التي تعينك وتحفظك من النفس والهوى والشيطان.

8- واجه القلق والخوف بقوة الإيمان، وانطلق نحو النجاح.

9- حاول أن تشغل فراغك بالمطالعة الهادفة.

10- اجعل لنفسك برنامجاً هادفاً من مطالعة وسياحة، وحاول أن تطبقه دون عجز أو كسل.
وبالله التوفيق.





مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً