الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أزعجتني أعراض الأفكسر الانسحابية .. فكيف أتخلص منه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا شاب عمري 35 سنة، وقد أصبت بحادث كسر في أنفي قبل ست سنوات وعملت عملية جراحية تجميلية، ولكن بعد أن خرجت من المستشفى بيومين بدأت معي أعراض الاكتئاب، والضيق، وفقدان الشهية، وكثرة التفكير، ولا أدري ما السبب؟ وكنت حينها أستخدم مجموعة مضادات ما بعد العملية، وقد استمريت عليها قرابة 10 أيام.

حالتي تطورت وازداد الاكتئاب والضيق، واضطررت للذهاب لطبيب نفسي، ووصف لي حبوب الأفكسر 150، ومعه حبوب للنوم، وأخرى للمعدة، ولكن لم يكن لها مفعول سوى الحبوب المنومة، واستمريت عليها بضعة أشهر، ومن ثم تركتها، ولكني لم أستطع أن أترك حبوب الأفكسر لوجود أعراض انسحابية أزعجتني كثيرًا، وأصبحت أخاف أن أترك هذا العقار.

علمًا أنني الآن في السنة السادسة منذ استخدمته، وقد تحسنت حالتي النفسية عن السابق بنسبة 70%، وأريد أن أترك هذا الشبح الملازم لي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

الذي يظهر لي الآن أن أحوالك جيدة، فالتحسُّنِ بنسبة سبعين بالمائة في الطب النفسي نعتبره تحسُّنًا جيدًا، وهذا التحسُّنِ يجب أن يكون سببًا من أجل المزيد من التحسُّنِ، فكن إيجابيًا في تفكيرك وفي أفعالك وفي مشاعرك، هذا من أفضل مضادات الاكتئاب.

بالنسبة لعقار (إفكسر Efexor)، والذي يعرف علمياً باسم (فنلافاكسين Venlafaxine) فعلاً هو عقار رائع جدًّا، لكن يُعاب عليه أن التخلص منه قد يكون صعبًا بعض الشيء؛ لأن هذا الدواء لديه آثار انسحابية خاصة إذا توقف الإنسان منه بصورة مفاجئة أو غير متدرجة.

الذي أنصحك به – أيها الفاضل الكريم – هو: أن تستبدل عقار إفكسر بعقار يعرف تجاريًا باسم (سيمبالتا Cymbalta)، ويعرف علمياً باسم (دولكستين Dyloxetine) فهو الدواء الرديف له تمامًا، ويعمل بنفس الكيفية التي يعمل بها الإفكسر، لكن سيمبالتا يتميز بأن آثار الانقطاع منه أقل كثيرًا.

السيمبالتا يأتي في عبوة، أو قوة ثلاثين مليجرامًا، أو ستين مليجرامًا، أنت الآن تتناول مائة وخمسين مليجرامًا من الإفكسر، فأقول لك: توقف عنها، واستبدلها مباشرة بجرعة ستين مليجرامًا من السيمبالتا، أي مائة وخمسين مليجرامًا من الإفكسر تعادل ستين مليجرامًا من السيمبالتا.

استمر على جرعة الستين مليجرامًا من السيبمالتا لمدة شهرٍ، وهذه ليست مدة طويلة أبدًا، بعد ذلك أنقص الجرعة لثلاثين مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ آخر، ثم تناول الجرعة بمعدل ثلاثين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم ثلاثين مليجرامًا مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

وأعتقد أن الأمر سوف يسهل عليك كثيرًا، وحتى نضمن عدم حدوث أي ردود فعلٍ سلبية يمكن أيضًا أن تتناول عقار يعرف تجاريًا باسم (جنبريد genprid)، ويعرف أيضًا تجاريًا باسم (دوجماتيل Dogmatil)، ويسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة خمسين مليجرامًا، واستمر عليه حتى بعد التوقف من السيمبالتا تمامًا، استمر على الجنبريد لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله مباشرة.

هذه – أخِي الكريم – هي الطريقة التي أراها الجيدة، والفاعلة، وقد جربناها كثيرًا، وقد نجحت -الحمد لله تعالى-، ويمكنك أيضًا أن تستشير طبيبك المعالِج.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً