الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يكفي لتشخيص التوحد وجود عرض من أعراضه أم الأعراض كلها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحتاج للمشورة بخصوص طفلتي التي تبلغ من العمر سنة وشهرا، تراودني أفكار أنهكتني بخصوص مرض التوحد، وأريد أن أعرف هل تتطور أعراض هذا المرض مع الوقت وتزداد؟ وهل وجود عرض من أعراضه يعتبر إصابة أم يشترط توفر الأعراض كلها لتشخيص الإصابة به؟ فلقد قرأت وبحثت كثيرا مما زاد حيرتي وقلقي، وأحتاج لشيء يريحني من هذا الوسواس، ومتى يكون اختبار كارز مقياسا؟ وفي أي عمر؟ فقد أجريته على طفلتي في عمرها هذا وأظهرت النتائج عدم إصابتها.

ابنتي في هذا العمر تبدو طبيعية، ولا تكف عن الثرثرة والبربرة بكلمات عدة وجميلة، تستجيب لمداعبتنا لها ولعبنا معها، وتضحك وتتفاعل وتقلد، وتحب لعبة الاستغماء والجري خلفنا، ولعب الكرة معنا، وتحفظ وتتذكر كلمات نستخدمها معها عند اللعب مثل: هوبلا، وهيي، وتقول (بابا) لوالدها، تعرف الهاتف وتحبه وتنطق كلمة (الووو) وتضعه على أذنها، ولا تكف عن الثرثرة وكأنها تجري اتصالا، تعرف أن والدها سيخرج إذا شاهدته يلبس حذاءه فتسبقه على الباب وتشير مع السلامة، وتسمع صوته إذا قدم وتستقبله، وتكرر بعض الكلمات ورائنا عند تعليمها بدون معرفة معانيها، ولكنها تنطقها، تقريبا تنظر لنا باستمرار ولأي شخص يحدثها، وتضحك إذا أضحكتها وتتفاعل، تبكي إذا ذهبنا وتركناها خلفنا، تعرف كلمة (كخه) وأنها للنهي وتنتهي بها، وعدة تصرفات تظهر فيها طبيعية جدا.

لكن التصرفات التي تخيفني هي أنها تعرف اسمها وتستجيب له فورا في بعض الأحيان، وأحيانا عند انشغالها بشيء أو بالتلفزيون لا تستجيب إلا بعد تكرار، وأسلوبها في اللعب في البيت نمطي ومتكرر، تلعب بذات الأشياء والأماكن مثل هوايتها باللعب بأواني الطبخ التي تخرجها بنفسها، لا تهتم بالدمى والدببة المحشوة، وتهتم بالقطع الصغيرة والأحذية وأدوات المنزل، وتقوم بضربها بأسلوب الطرق على الأرض أو الحائط، كما أنها تقبض وتبسط أصابع يدها بتكرار، وهي تكرر هذه الحركة أحيانا أو في نومها لبضع ثوان، وهذه الحركة يتميز بها أطفال التوحد كما شاهدت في الفيديوهات، ولكن في اختبارات التوحد هناك أعراض كثيرة للتوحد لا تحملها طفلتي، فهي تختلط بالناس وتتفاعل معهم، تتواصل بالنظر وتلحق بالأشخاص الأقارب، نمسكها وتبقى ولا تنزوي وحدها، لا تبدو مفرطة النشاط، ولكني أخشى مع الوقت أن تتطور أو تظهر تصرفات توحدية أخرى.

كما أني سمعت بأن التطعيم بعمر سنة يسبب مرض التوحد ويزيد الأعراض فلم أطعمها حتى اﻵن، هل هناك ضرر من تأخر التطعيم؟ وهل يضرها لو كانت مصابة بالتوحد؟

أرجو منكم الإفادة، أعرف أنه من المبكر الحكم والأعراض تظهر واضحة في سن عامين، ولكني قلقة وأريد التصرف مبكرا، وأن أكون مهيئة لو -لا قدر الله- كانت مصابة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إسراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بصراحة المشكلة ليست في طفلتك الصغيرة، وإنما في قلقك غير المبرر، وإن كانت نيتك حسنة، فأنت أم ومن الطبيعي أن تقلق الأم على أطفالها، ولكن لا يشير وصفك عن طفلتك لأي شيء من أعراض التوحد، بل يشير إلى طفلة في كامل حيوتها وطاقتها -ما شاء الله-، فيفيد جدا، لها ولك أيضا، أن نخفف من هذا القلق، والذي ذكرت أنه غير مبرر، لأن القلق والتوتر بهذا الشكل لن يساعد الطفلة ولن يساعدك والأسرة أيضا، عاملي طفلتك معاملة طبيعية، ولا يذهب ذهنك إلى أماكن بعيدة.

ما يمكنك عمله هو أنها عندما تكمل السنتين من العمر اعرضيها على طبيب أطفال ليقوم بالفحص الشامل والتعرف على مراحل تطورها ونموّها، ليس لأن هناك احتمال إصابتها بشيء -لا سمح الله،- ولكن من باب الكشف الروتيني والطبيعي عندما تبلغ الطفلة السنتين من العمر، وهذا ننصح به عادة لكل الأمهات.

وفقك الله، وحفظ طفلتك من أي مكروه، وأقرّ بها أعينكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً