الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وسوسة قهرية وخوف شديد، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من وسوسة قهرية، وشيء بداخلي يجعلني دائماً خائف من كل شيء، ومن كل الناس، غير أني أحس دائماً أن الذي أمامي يعرف بماذا أفكر؟ وماذا سوف أقول؟!

إحساس بالذنب من كل شيء، مع أني أكون ليس لدي ذنب في أي شيء، دائما بداخلي خوف من كل شيء، ومن كل الناس.

أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

أيها الفاضل الكريم: الفكرة التي تحدثت عنها وهي اعتقادك أن الناس يطلعون على أفكارك أو يعرفون ما هو الموضوع الذي تفكّر فيه، هذا نوع خاص جدًّا من الوسواس ويتطلب علاجات خاصة، فإن كان بالإمكان أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي هذا هو الوضع المثالي والوضع المطلوب.

الحالة -إن شاء الله تعالى- سوف تُعالج، هنالك أدوية مضادة للوسوسة، يُضاف إليها جرعة صغيرة من الأدوية المضادة للذهان، وهذا -إن شاء الله تعالى- يزيل عنك هذه الفكرة تمامًا.

من الأدوية التي يمكن تناولها عقار يعرف تجاريًا باسم (فافرين Faverin) ويعرف علميًا باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine)، يُضاف إليه جرعة صغيرة من عقار يعرف تجارياً باسم (رزبريدال Risporidal)، أو ما يسمى علمياً باسم (رزبريادون Risperidone) لكني أريدك أن تذهب إلى الطبيب، هذا مهم جدًّا، لأن نوعية هذه الأفكار إذا لم تُعالج بصورة صحيحة ربما تتحول إلى حالة ذهانية، وهذا قطعًا لا نريده لك أبدًا، وإن شاء الله تعالى الحالة في هذه المرحلة سوف تستجيب للعلاج بصورة تامة جدًّا.

لا تحسّ بالذنب أبدًا، فهذه أفكار متسلطة عليك، هي ليست تحت تحكّمك، أنت لا تستطيع أن تُوقفها، لكن قطعًا تستطيع أن تتجاهلها، وهذا هو الذي أريده منك؛ لأن مقاومة الأفكار الوسواسية من هذا النوع يتطلب بالفعل نوعاً من القوة والإرادة والجد في عدم مناقشتها وعدم تحليلها، ورفضها تمامًا وتجاهلها.

الدواء قطعًا سوف يُساعدك مساعدة كبيرة، فاذهب – أيهَا الأخ الكريم – وقابل الطبيب، وأنا متأكد أن الأدوية المضادة للوساوس، وأنت لا تحتاج لأدوية كثيرة مضادة للوساوس، دواء واحد فقط سوف يُزيل عنك الوساوس تمامًا، وكما ذكرت لك الدواء المضاد للوساوس في مثل حالتك يُدعم بجرعة صغيرة من أحد الأدوية مثل الرزبريادون.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً