الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من جرثومة المعدة واضطراب القولون، وأخاف من مواجهة الآخرين، فما علاقة ذلك بالوسواس؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

وصلني الرد حول السؤال رقم: (2266323)، وسوف أطبقه إن شاء الله، وجزاكم الله عني كل خير.

وبقيت بعض الأشياء لم أذكرها في سؤالي السابق، وهي:

1- أعاني من جرثومة المعدة، وعملت لها فحصًا قبل فترة، وقالوا: إن إصابتي بها قديمة، ولكن أعراضها من التهاب فم المعدة، واضطراب القولون العصبي، والتهاب المعدة لا تزال موجودة.

عندما أستخدم علاجًا للقولون أشعر بالراحة، فهل سوف تؤثر العلاجات التي أستخدمها للمعدة والقولون العصبي على (البروزاك)؟

2- عندما أكون وسط زحام الناس وأواجه شخصًا وجهًا لوجه، أشعر بخوف واضطرب، أو أخاف من أي حركة يقوم بها، كتحريك اليد أو أشعر أنهم يراقبون تصرفاتي، فهل هذا من أعراض الوسواس أم هو شيء آخر؟

وأيضًا أشعر بمخاوف عندما يأتيني الوسواس، وألم بالمعدة، وضغط الشق الأيسر من الصدر وحرقة.

كما أعاني من نوع معيّن من أنواع الوسواس، ويسبب لي قلقًا كبيرًا، وهو النظر إلى عورات الناس عندما أكون بينهم؛ مما جعلني أفكر مرارًا باعتزال الناس.

وشكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على رسالتك هذه، وأنا أُقدِّر تمامًا أن القلق والوساوس والمخاوف تُسيطر عليك بعض الشيء؛ مما جعلك تُرسل لنا هذه الرسالة، والتي استصحبتَ فيها بعض المعلومات الإضافية، والتي تدل وبصفة قاطعة جدًّا أن تشخيصك هو كما ذكرنا لك في الرسالة الأولى.

بالنسبة لشعورك بالراحة مع علاج القولون: هذا أمرٌ معروف، حيث إن القلق والمخاوف والوساوس وما يُصاحبها من أعراض جسدية تستجيب للعلاجات، خاصة العلاجات الدوائية، ولكن هذه الاستجابة ربما تكون مؤقتة أو عابرة؛ لذا ننصح بتغيير نمط الحياة، بأن يكون الإنسان أكثر إيجابيةً، أن يُمارس الرياضة، أن يكون مسترخيًا، أن يصرف انتباهه عن القلق بصورة أكثر فعالية، فهذه كثيرًا ما تجعل مُدة الاستجابة العلاجية أطول، وتُقلل من الانتكاسات.

أيها الفاضل الكريم، (البروزاك) دواء رائع جدًّا، وكما أوضحتُ لك في الاستشارة السابقة يجب أن تستعمله بنفس الكيفية التي ذكرتها لك، والجرعة العلاجية في حالتك قطعًا هي أربعون مليجرامًا، ويجب ألا تقل عن ذلك أبدًا.

كل الآلام الجسدية المرتبطة بالجهاز الهضمي والضيق الذي تحسُّ بها في الشق الأيسر من الصدر والحُرقة، هذه كلها توترات عضلية ناشئة عن القلق وعن الوساوس، والتزاماتك بالخطوات العلاجية التي ذكرناها قطعًا سوف يُساعدك كثيرًا.

أنا متفهم جدًّا لمشاعرك، متفهم تمامًا لاستحواذ وشدة الوساوس عليك، وفي ذات الوقت أنا آمل كثيرًا، وتفاؤلي كبير جدًّا أنك -إن شاء الله تعالى- سوف تستجيب للعلاج بصورة ممتازة جدًّا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً