الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ما أعانيه اكتئاب بسيط أم هوس اكتئابي أم بداية انفصام؟

السؤال

السلام عليكم.

باختصار يا دكتور هذه هي الأعراض التي أشكو منها:

1-فترات من الكآبة مع فترات من الابتهاج والانشراح الزائد، لكن فترات الكآبة أكثر.

2-هروب من الواقع يتمحور أنني بطل في جميع أنواع الرياضات مثلا.
3-وساوس قهرية على شكل "الكل يعرف أسراري وعيوبي".
4-رهاب اجتماعي واضطراب الهلع.
5-خوف غير مبرر.
6-شخصية جد حساسة وظنانية.
7-كثير الحركة ولا أستطيع الجلوس في مكان معين.
8-الشعور بالذنب المبالغ فيه.

زرت أربعة أطباء نفسيين، فمنهم من قال إنه بداية انفصام، ومنهم من قال إنه هوس اكتابي، وطبيبان قالا إنه اكتاب بسيط.

هنا ملحوظة هامة:

مثلا عند تناولي سيرترالين أو إسيتالوبرام أحس باكتئاب بحد ذاته وعصبية وإحساس بقرب الموت وضعف جنسي.

لكن الأمر يختلف عند تناولي أنفرانيل مع سوليان أو سيروكويل فأحس بالسعادة والانشراح الزائد، ولكن يبقى الأمر على ما هو عليه من ناحية الضعف الجنسي.

ما رأيكم يا دكتور وما هي نصيحتكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hakim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر لك ثقتك في إسلام ويب، وأؤكد لك أنني قد قرأتُ رسالتك بكل اهتمامٍ وتمعنٍ، وأنت قد حصرت أعراضك في نقاط واضحة وهامة جدًّا.

أيها الفاضل الكريم: أنت قابلت أطباء نفسيين، وقطعًا هم في وضعٍ أفضل مني لتشخيص حالتك، لأن الحوار المباشر والمناظرة والتقييم الطبي يكون في أحسن حالاته من خلال المناقشات المباشرة. لكن عمومًا يمكن أن نساهم -إن شاء الله تعالى- برأيٍ، أسأل الله تعالى أن يجعله ذو فائدة لك.

أولاً: لا أريدك أبدًا أن تتعامل مع نفسك كشخصٍ يُعاني من مصيبة أو مشكلة كبيرة، أنت لست مُعاقًا، وهذه الحالات -إن شاء الله تعالى- تُعالج أيًّا كانت، وأنت - الحمد لله تعالى – طالب في كلية الطب، وأمامك فرصة عظيمة جدًّا للتواصل مع أساتذتك في الكلية. هذه نقطة.

النقطة الثانية: أنا لا أرى أبدًا ما يُشير أنك تعاني من مرض الفصام، حتى الظنانية التي تحدثت عنها لا ترتقي أبدًا لأن تصف نفسك فصاميًّا.

أنا أعتقد أن أعراضك الرئيسية تصبُّ في محور الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من الدرجة الثانية أو الثالثة، مع وجود الأعراض القلقية التي تظهر في شكل مخاف وسواسية، وهذه قطعًا ثانوية.

أيها الفاضل الكريم: أنا أرى أن العلاج الأساسي في حالتك هو أحد مثبتات المزاج، عقار (دباكين كرونو Depakine Chrono) ربما يكون هو الأمثل، يُضاف إليه جرعة من الـ يعرف تجارياً باسم (سوليان Solian) ويسمى علميًا باسم (إيميسلبرايد Amisulpiride) وتجنب مضادات الاكتئاب بقدر المستطاع هو الأفضل.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر عبدالصمد

    عليك بالتلبينة اخى فانها مجمة للقلب تذهب ببعض الحزن و هذا من آثر السنة. الامر الثانى و الاهم هو ان تجعل ثقتك فى الله وحده فقط و لا تعير بالا لاى انسان الا فى نطاق المعاملة و اداء الحقوق و الواجبات "لا يكلف الله نفسا الا مااتاها" ..باختصار خليك مع الخالق بقلبك و عقلك و كيانك و اسأل الله لك الشفاء العاجل

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً