الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخشى الزواج رغبة في إكمال دراستي، أفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله كل خير على هذا الموقع الذي أفادني جدا، وساعدني في حل مشاكل كثيرة.

أنا فتاة في الثامنة عشرة من عمري، أدرس في كلية الطب سنة ثانية، تقدم لي ابن عمي منذ أكثر من أربعة شهور، وكانت أخته قد اتصلت بي لكي تسألني، ولكنني أخبرتها بأنني أريد إكمال دراستي، استخرت الله كثيراً، وأهلي ليسوا مقتنعين به كثيراً، ولكن والده وأخته يريدونني له.

لم أعطهم الموافقة حتى الآن، ولم يظهر منهم ما يوحي بالرفض أو القبول، فأهلي كلهم أقرباء، ولا يرغبون بالزواج من خارج العائلة، ولكنني أخاف من زواج الأقارب خشية الأمراض الوراثية، رغم علمي أنها بقضاء الله وقدره، كما تبين لي رغبة زوجة عمي بهذا الخاطب وأنها تريد تزويجه لابنتها، وتقدم لهم الهدايا دائماً أثناء زيارتها لهم، ولكنه لا يرغبها.

ما زالوا يحاولون إقناع والدي للموافقة، ولكنني أخشى الموافقة لعدم استطاعتي التوفيق بين الزواج والدراسة، وذلك لصعوبة تخصصي الذي يأخذ كل وقتي، وهدفي إكمال دراستي لكي أصبح طبيبة -بإذن الله-، فماذا أفعل؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زرقاء اليمامة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أهلاً بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنَّا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه، فإنَّنا نحبُّ أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولا: اطمئني -أختنا- ولا تجزعي فالأمور بيد الله، وسيقضي الله الخير على ما يريد، وقد كتب الله لك زوجك قبل أن يخلق السموات والأرض فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء"، فأملي في الله خيرا، ولا تقلقي ولا تضطربي.

ثانيا: قبل أن تفكري في أي أمر لا بد أن نسألك عن دين الشاب، وعن خلقه، وعن صلاح أمره، فإذا كان الشاب صاحب خلق متين ودين قويم فإننا ننصحك بما يلي:

1- لا تشغلي بالك بالأمر حتى يكون حقيقة، بمعنى: أتركي الأمر بالكلية بين أخذ و رد بين الجميع، ولا تدخلي في دوامة الصراع حتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود، فإن كان الشاب جادا وحدثك أهلك، والأمور تسير في الخط الطبيعي للزواج، فعليك هنا أن تبدئي خطوات عملية نذكرها لك تباعا.

2- أول تلك الخطوات الاستخارة، فلا خاب عبد استخار ربه في أموره، والاستخارة كما في حديث جابر رضي الله عنه يقول: كان رسول الله يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن، وكان يقول صلى الله عليه وسلم: إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ, وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ, وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ, وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ, وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ, فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ, اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ, فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ، وثقي أنك متى ما استخرت الله فسيقضي الله لك الخير على ما يريد.

3- اجلسي مع الخاطب واستمعي منه ابتداءً، ثم حدثيه عن رغبتك في إتمام دراستك، وكيفية الجمع بين الأمرين، وانتظري نتيجة حوارك.

4- إن أمكن الجمع بين الزواج والتعليم فتوكلي على الله، فإن قضاء الله بعد الاستخارة هو الخير لا محالة.

5- إن حدث اختلاف أو تباينت الآراء، أو توقف الأمر، فاعلمي أن هذا هو الخير لك، ونسأل الله أن يبارك في عمرك، وأن يرزقك الزوج الصالح، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً