الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بأن العالم وكل ما حولي غريب فما تشخيص حالتي؟ وهل يمكن أن أجن مستقبلاً؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني منذ سنة من حالة غريبة جداً، أشعر بأن العالم غريب، أهلي والناس وكل من حولي أشاهدهم باستغراب، أشعر وكأنني أتيت حديثاً على الدنيا، تطورت حالتي وأصبت بضيقة قوية في صدري، مع ذعر، وخوف شديد، وتوتر، وتفكير مستمر، بدأت أشك في تسرب أمور غيبية لي، نقص وزني كثيراً، وأشعر بالألم في بطني مع القيء، فقدت شهيتي في الطعام وفقدتها في الحياة، حالتي الآن مثل المد والجزر.

أحب أن أوضح لكم بأنني كنت أشكو من الوساوس الخفيفة، ولكنها لم تتمكن من السيطرة علي، وعندي حالة هلع بسيطة منذ صغري، لكن الوساوس أصبحت تزداد وتسيطر علي كثيراً في الآونة الأخيرة، وساوس في مختلف الأمور، علماً بأنني أراقب ذاتي بشكل وسواسي، أريد تشخيصاً لحالتي، فأنا لا أستطيع الذهاب إلى العيادة النفسية، ولا أريد تناول الأدوية، لأنها مجرد مسكنات وليست علاجاً، ولا أريد أن أدمن عليها، وهل مثل هذه الحالة تؤدي للجنون؟

ساعدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مشاعل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على الثقة في إسلام ويب، وعلى وصفك الدقيق لحالتك، وأنا أؤكد لك وبدون أي يتردد أن الذي تعانين منه هو وساوس قهرية، وساوس مستحوذة، وساوس مقتحمة، وساوس ذات طابع إلحاحي، وبكل أسف، الوسواس أقنعك ألا تتناولي الأدوية من أجل العلاج، وهذا موقفٌ حقيقة أريدك أن تقومي بمراجعته.

ما تعاني منه وساوس قهرية، الوساوس القهرية تؤدي إلى الخوف والتوتر وعدم الطمأنينة، خاصة بالنسبة للإنسان الحساس، كما أنها قد تضع الإنسان في محور التفكير المستقبلي التشاؤمي، ممَّا يؤدي إلى عُسْرٍ في المزاج.

أيتها الفاضلة الكريمة: حقّري هذه الوساوس، لا تناقشيها، أغلقي عليها، لكن هذا قد لا يكفي، فالوساوس الفكرية تُساهم الأدوية بدورٍ جيد جدًّا في علاجها، فحاولي أن تذهبي إلى طبيب نفسي حتى ولو لمرة أو مرتين، انصتي إلى الطبيب، وربما تأتيك قناعة أنه بالفعل يجب أن تنتشلي نفسك من عذابات الوساوس.

أنا أعرف المعاناة التي تُسببها الوساوس القهرية للناس، وأحب الناس الذين يتعالجون منها، وأنا حريصٌ جدًّا -إن شاء الله تعالى- على ما يفيد الناس، فلا تحرمي نفسك من نعمة العلاج، اذهبي إلى الطبيب، أنا أؤكد لك التشخيص، وهذا ما طلبته.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً