الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أختي ترفض الشاب المتقدم لها حاليا؛ لتعلقها بخطيبها السابق، أريد المشورة ماذا نفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية أشكر مجهودكم العظيم، وأسأل الله أن ينفعنا بعلمكم.

المشكلة ليست مشكلتي، وإنما مشكلة أختي الأصغر مني، حيث تبلغ من العمر 22 عاماً، ومنذ سنتين تقريبا تقدم لها شاب، وكانت بينهم قصة حب، فوافق أهلي على الارتباط في حالة تحقيق الشاب لطلبات أهلي.

ومع مرور الأيام بدأت تتضح لنا أخلاقيات الشاب، وأنه غير مناسب تماما لشخصية أختي، وإنها منصاعة له تمام الانصياع، حيث بدأت تبتعد عن أهلي وأخوتي، وتنجذب للشاب بشكل كبير.

وبعد حوالي سنة ونص من المشاكل، والشد، والجذب تغير رأي أهلي بين الموافقة والرفض، وطبعا كان هذا أكبر خطأ ارتكبه أهلي في حق أختي.

ومنذ 4 شهور تقريبا رفضوا الشاب، وتم إنهاء الموضوع كلياً، ولكن أختي رافضة كل هذا الكلام، ومصرة أن الخطأ من أهلي، وأن الشاب على صواب، رغم بيان غلطته في حق أهلي، وتعديه عليهم بالقول والفعل.

وبعد انتهاء الموضوع اتخذت موقف عدائي من أمي وأبي، ومني أنا أيضا أختها الكبرى، واتخذت جانب لها في المنزل، وأصبحت تتعامل مع أهلي بمنتهى الجفاء، والوالدة عصبية جداً، فأحيانا تغضب عليها وتضربها.

ومنذ يومين تقدم لها شاب من أسرة محترمة جدا، ونحن على معرفه قديمة بهم منذ سنين، طبعا هي ترفض فكرة الارتباط به تماما، ووالدتي مصرة؛ لأنها ترى أن هذا الشاب مناسب لها، ولكن أختي تتخذ موقف عدائي من أمي وأبي، وترفض مقابلة أي عرسان، وتعيش على الذكريات والأطلال مع الشاب القديم، ومع العلم أن ذلك الشاب لم يفعل أي شيء حيال إنقاذ خطبتهم بعدما رفضه أهلي للمرة الأخيرة.

أسألكم إرشادنا على الطريقة الصحيحة للتعامل فيها مع أختي؛ لأنها ترفض التعامل مع أفراد أسرتها، ولها صديقة واحدة بعيدة عنها تسكن في مكان غير مكان إقامتنا حاليا.

طبعا حياتنا كلها كآبة، وأحزان، وتشتت، في رأيكم ما هي الطريقة الأمثل للتعامل مع أختي؟ مع العلم أن والدتي عصبية نوعا ما، وأختي تتصرف ببرود، وترد بوقاحة إذا ما تحدث معها أحد من أهلي؟

وشاكرة لكم حسن تعاونكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة الناصحة لأختها- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال، وأن يرزق شقيقتك بصالح من الرجال.

ونتمنى أن تقتربي من أختك، وتلاطفيها، وتكسري جمود علاقتها بكم، ونقترح الاستفادة من صديقتها في إقناعها لتترك العناد، وأرجو أن تظهري لها العطف والتعاطف.

واطلبي من والدتك إيقاف برنامج القسوة والعصبية؛ حتى لا تتضرر الوالدة ونفقد بنتنا، وإذا كان الشاب قد انصرف فالمهم هو تطييب خاطرها، وإظهار الحب لها، حتى نعينها على تجاوز أزمتها وصدمتها، ويؤسفنا أن يحصل التهاون في بداية العلاقة مع الشباب، وأسوأ من ذلك التردد، ثم يأتي بعد ذلك الرفض التام بعد حصول التعلق بين الشاب والفتاة، وإذا كان الشاب مناسب من ناحية الدين، والأخلاق فالرأي للفتاة وللشاب، ودورنا كأهل توجيهي وإرشادي، أما إذا كان الشاب ضعيف الدين فلا ننصح بالإكمال معه، ومن زوج بنته بمن لا دين له فقد عقها وقطع رحمها.

وليس من الحكمة أن تظل شقيقتك محاصرة، ومن المهم تقدير الوضع الذي تمر به، فالمرأة تصدق في مشاعرها وهي أغلى ما تملك، وهي لا ترى من الشاب إلا الجميل، وقد أحسنت الأسرة في إيقاف مشروع الزواج، ولكن ليس من الحكمة الاستمرار في العصبية والعدوان، وإذا كانت في الخالات أو العمات من هي قريبة منها في السن فنقترح أن تعرض عليها العرسان الجدد؛ حتى لا ترفضهم لأجله.

وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه والصبر فإن العاقبة لأهله.

لقد أسعدنا تواصلكم، ونتمنى الاستمرار، ونسأل الله لنا ولكم الهداية والاستقرار.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر bewithallah

    وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته اختي المسلمة .. قرات رسالتك التي قمتي بطرحها مرارا وتكرارا لكي اتفهمها .. انا لا اعتقد بان ذلك الشاب سئ الى تلك الدرجة خصيصا على حد قولك بأن العرقه استمرت الى ما يقرب السنتين وان هناك قصه حب بينهما على حد اعتقادي لن تقل عن سنة ,,, هل يعني قصدك بأنه سئ الخلق وتعدى بالقول والفعل اي انه قام بالضرب او العددوان على اهلك ؟؟ لن اطيل عليكي كثيرا ولكن ما فعلتوه حيال ابنتكم وما تفعله والدتك من تعدي عليها وكبت لرغباتها وطموحاتها هو اكبر خطا,, وانجراف اختك تجاهه لعله انجراف حميد ولعله من باب الاخلاص والحب والطاعه من وجهه نظرها وهيا وجهع نظر صائبة حسنا عليهاديننا الاسلامي الحنيف ما لم يكن في خطأ او اساءة.. وفي زمننا هذا بات ذلك الاسلوب وهو اجبارها على تركه ونسينانه اسلوب وحشي ورجعي جدا فالشاب لم يطلب الا الحلال واختك ايضا ان كانت غفلت عن حقكم تجاهها فواجبكم هو النصح والارشاد ولكن عدم الاجبار على تركه وسوء معاملتها ,,, راجعوا الامر جيدا واتركوها تحدد مستقبلها بيدها والله خير حافظ لعبده ,, وجزاكي الله خيرا,, فانا انصحكي بتلك النصيحة لان لدي اخت واقارب كثار تعرضوا لمثل تلك المشاككل ولكن تركوهم الاهل ان يفعلوا ما يشائوا لان ذلك حقهم في الزواج وعدم اجبارهم على من لا يرضونة فقد قال صليى الله عليه وسلم " لا ارى للمتحابين الا الزواج " وانتم تفرقون الاحبه ,,, اعيد واكرر بان الله هو خير حافظ وما بيدكم حيله مهما فعلتم ...

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً