الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الغربة والبعد عن الأهل ولّدا عندي الحزن والخوف، هل يمكن أن أعود طبيعيًا؟

السؤال

السلام عليكم

أعمل في دولة من دول الخليج، وأعيش وحدي منذ خمس سنوات، وزوجتي في مصر، وتزورني مرة في السنة، وأنزل في الإجازات، بدأت منذ شهر أشعر بألم خلف رأسي، وأشعر بحزن شديد.

عملت تحاليل، والحمد لله النتائج سليمة، ذهبت للدكتور، وأعطاني (سامبالتا 20)، أخذته لمدة أسبوعين، وتحسنتُ، فتركت استعمال الدواء، وبعدها بأسبوع رجع لي نفس الإحساس، فذهبت للدكتور مرة ثانية، وأعطاني (linz 20) و(تربتزول 20)، وأستخدمهما قبل النوم.

مشكلتي أني دائمًا أقارن حالتي الآن بحالتي قبل هذا الوضع، وأحس أني لست في حالة طبيعية ودائمًا أخاف على نفسي، وكنت أقوم من النوم وأنا مصاب بالهلع، وخاصة إذا لم أنَمْ جيدًا.

هل سوف أرجع لطبيعتي؟ وما هي الخطوات السليمة لذلك؟

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخِي الكريم، أنا لا أرى أنك تعاني من مشكلة أساسية أو رئيسية، ربما يكون الأمر فقط يتعلق بما يسمى عدم القدرة على التكيف أو التواؤم، حيث إنك مبتعد عن أسرتك، والإنسان في مثل هذه الظروف –أي ظروف الغربة– ربما يحسُّ بشيء من عسر المزاج من وقتٍ لآخر، لكن –أخِي الكريم– أنت -بفضل من الله تعالى- لديك رسالة تؤدِّيها، وتعمل من أجل نفسك وأسرتك، والتواصل أيضًا موجود حتى وإن كان هناك تباعد، وعليك أن تكون متفائلاً، ولا تعتقد أنك مريض؛ لأن كثيرًا من الناس يتوهمون الاكتئاب والأمراض النفسية المشابهة.

فعاليتك -إن شاء الله تعالى- يمكن أن تتحسَّن من خلال التفكير الإيجابي والتفاؤل.

قولك أحس أني أعيش في وضع غير طبيعي: هذا لا أريدك أبدًا أن تتشبث به أو تعتقد فيه، لا، الأفراح يصنعها الإنسان، يأتي بها الإنسان من خلال تفكيره ومن خلال تفاؤله، ومن خلال إحساسه بمسؤوليته في الحياة.

أخِي الكريم، من أجل تنظيم النوم: أعتقد أن ممارسة الرياضة مهمة جدًّا، وتجنب النوم النهاري أيضًا مطلوب، احرص على أذكار النوم، وتجنب تناول الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساءً.

بالنسبة للأدوية: يُمكن أن تتناول عقارًا، مثل: (تربتزول Tryptizol)، والذي يسمى علميًا باسم (امتربتلين Amtriptyline)، بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً -وليس عشرين مليجرامًا– لمدة ستة أشهر مثلاً، أعتقد أن هذا سوف يكون كافيًا جدًّا، وهذا هو المطلوب في حالتك، وليس أكثر من ذلك.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً