الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من صداع مستمر، رغم أن الفحوصات كلها سليمة.

السؤال

السلام عليكم

عمري 25 عامًا، بدأت أعاني من إنفلونزا عادية، ثم بعد أسبوع ذهبتْ أعراض الإنفلونزا، ولكن لازمني صداع مستمر منذ شهر -منذ بداية المرض- في جهات مختلفة من الرأس، ومن الأعراض أيضًا إحساس بنبضات القلب، وارتجاف بسيط في كل أنحاء جسمي، وأيضًا شعور بألم خفيف بالرقبة يأتي ويذهب.

زرت أطباء الباطنية والعيون والأنف والحنجرة والأعصاب، عملت أكثر من 50 فحصًا، وكانت كلها سليمة والحمد لله، وأخذوا عينة من السائل الشوكي أيضًا، وكانت النتيجة أني سليم، وأجريت أشعة إكس للصدر، ولا يوجد شيء، وأيضًا تصويرًا طبقيًا للرأس، ولا يوجد شيء.

عملت رقية شرعية، وقال لي الشيخ: اعملْ حجامة بالرأس فقط، ولا يوجد عندي شيء.

ما زالت الأعراض موجودة عندي، والأطباء حدثوني أن جميع التحاليل سليمة.

علمًا أن مهنتي معلم، وبدأ المرض بعدما ذهبت رحلة مدرسية مع طلاب المدرسة، وأيضًا أنا أجلس فترات طويلة على اللاب توب، أجلس أكثر من 8 ساعات يوميًا منذ 4 أشهر.

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كثيرًا ما يُطلق الناس لفظ الإنفلونزا (Influenza) على ما يحدث من نزلات البرد (common cold)، وهذا مرض مختلف عن ذاك، وأعراضها -أي الإنفلونزا- شديدة، تتميز بارتفاع شديد في درجة الحرارة، وألم، وتكسير في العظام، وصداع شديد منذ بداية الأعراض، بخلاف نزلات البرد التي تتميز بالرشح من الأنف والعطاس، وارتفاع طفيف في درجة الحرارة، مع المقدرة على الحركة والعمل.

بعد إجراء كل التحاليل والفحوصات الطبية، ولم يتضح سبب محدد للصداع، وضغط الدم طبيعي وغير مرتفع، ولا توجد أساب محددة، مثل: آلام الأسنان، وضعف أو فقر الدم، أو حساسية الجيوب الأنفية؛ فإن ما تعاني منه في الغالب، هو الصداع النصفي، وهو توسّع في الأوعية الدموية في الرأس، واستثارة المستقبلات العصبية داخلها، وهي المسؤولة عن الإحساس بالألم؛ مما يؤدي إلى نوبات من الصداع قد تشعر بها في جانب واحد من الرأس، وقد تشعر بها في كل الرأس، مع وجود أعراض تسبق نوبات الصداع تعرف بالأورا (Aura)، مثل: الغثيان، التقيؤ، والحساسية المفرطة للضوء والضجيج، ويحتاج المريض كجزء أساسي من العلاج إلى الاسترخاء في غرفة مظلمة بعيدًا عن الضوضاء والصوت العالي، وفي بعض الأحيان يأتي الصداع بدون تلك الأعراض، ويعرف بالصداع النصفي بدون (الأورا).

لا يمكن إغفال الساعات الطويلة التي تقضيها على اللاب توب، خصوصًا إذا كان جلوسك فيه انحناء للرقبة للأسفل أو الأعلى، حيث إن ذلك يؤدي إلى الصداع التوتري (Tension headache)، بسبب الشد العضلي لعضلات الرقبة الخلفية، وإلى الصداع الخلفي التوتري؛ ولذلك يجب تجربة التوقف عن الجلوس لتلك الساعات الطويلة، وقد تجد أن ذلك هو السبب، ويتم شفاؤك -إن شاء الله-.

ما زالت أسباب الصداع النصفي غير مفهومة، إلا أنه وجد انخفاض في مستوى هرمون (السيروتينين)، وهذا يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية الطرفية في محيط الرأس؛ مما يؤدي إلى الصداع، ويتم تشخيص المرض من خلال التاريخ الطبي والفحص البدني، ولا يحتاج الصداع النصفي إلى فحوصات وأشعة إلا في الحالات الشديدة جدًا، مثل: الرنين المغناطيسي، والأشعة المقطعية.

علاج الصداع أو الشقيقة: من خلال مسكنات الألم، مثل: (بروفين)، 600 مج، بعد الأكل عند الضرورة، ويؤخذ أيضًا (Triptans)، وهو حبوب، 100 مج، تؤخذ مرتين يوميًا، أو على صورة بخاخ في الأنف، وهذا يعطي نتائج أسرع في علاج الصداع، وتعالج الشقيقة أيضًا من خلال تناول الأدوية المضادة للاكتئاب (antidepressants)، مثل: (Cebralex 20 mg)، وهذا الدواء يحسن الحالة المزاجية، ويحسن الشعور بالضيق، ويقلّل كثيرًا من المخاوف المصاحبة للمرض، والحجامة من بين البدائل العلاجية لمرض الصداع النصفي، فيمكن تكرار عمل الحجامة، وفيها فائدة -إن شاء الله-.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً