السؤال
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا علي موقعكم الرائع ومجهودكم المميز، نفع الله بكم الأمة.
أعاني من تكرار كلمة (أريد أن أنتحر) أكثر من 20 مرة في اليوم الواحد، لا أتحكم في نفسي عندما أقولها، وإنما يعرض لي عند تذكر أي موقف لم يعجبني تصرفي فيه، وغالبا كل مواقفي كذلك، حتى إن بعض هذه المواقف قد حدثت عندما كنت في الثامنة مثلا، هذه الذكريات تعرض لي في ذهني رغما عني، تشتتني عن مذاكرتي وأثناء صلاتي، والمشكلة أنني أنطق بكلمة أريد أن أنتحر بصوت عال بدون قصد، أجدها تخرج من فمي بصوت يسمعه من حولي، وأحيانا أقولها في قاعة الدراسة أو وسائل المواصلات، ولا أستطيع دفعها!
بدأ هذا منذ أن أكثر من عام، ولكني الآن صرت أتخيل جميع وسائل الانتحار، وأتخيل نفسي أقوم بإحداها، وأحيانا أكون في شرفة مرتفعة فأتخيل أني ألقي نفسي خارجها.
لا أتحكم بكل هذه التخيلات، ولكني أخشى أن أنفذها بدون تحكم كما تخرج الكلمات مني دون تحكم، ةأحس أني مدفوعة مجبرة على قولها.
مشكلتي أني غير راضية عن تصرفاتي، وأهين نفسي دائما وأنعتها بأسوأ الأخلاق بصوت مرتفع وبذات الآلية، لا أجد سببا لما يحدث لي لأني -وبفضل الله- محبوبة من أهلي وأصدقائي، ويكثر هؤلاء مدحي فأخجل كثيرا، وعندما أتذكر مدحهم أحتقر نفسي وأنطق بالجملة المعهودة (لا بد أن أقتل نفسي اليوم) أريدكم أن تطمئنوني أني لن أنفذ هذه الفكرة السوداء وتسوء خاتمتي.
أصبت بوسواس في العقيدة قبل سنتين أو ثلاث، عانيت معه كثيرا دون علاج نفسي، وما إن انتهى حتى بدأ وسواس الموت، والآن أخاف أن أقتل نفسي، وصارت الوساوس تعطلني عن المذاكرة، لأني ما إن أمسك الكتاب حتى أتذكر مواقفي التي لا تعجبني ولو حدثت من عشر سنوات، ثم أردد (أريد أن اقتل نفسي) بعد أن أنهي المذاكرة، كما أن طبيعة حياة الدراسة أني أشارك زميلاتي الغرفة وقاعة الدراسة، ودائما ما أنطق بالجملة بصوت عال وأخشى أن يسمعنني، كما أخشى أن يسمعني أهلي عندما أكون في غرفتي في المنزل وأنطق بها، فلست أعتقد أن أحدهم سيفهم ما أعانيه.
الوساوس الماضية كانت تقل عندما أبدأ شيئا جديدا، فقد قلت في بداية امتحانات الثانوية العام السابق، ولكن سرعان ما عادت، ثم قلت عند التحاقي بالجامعة في بداية هذا العام، ولكني الآن أسوأ مما كنت عليه في السابق، يتعذر علي الذهاب لطبيب نفسي لأن أهلي لن يتفهموا الوضع.
أعتذر عن الإطالة.