الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي نزعة انتقامية شديدة وأعاني من الوساوس.. ما النصيحة؟

السؤال

السلام عليكم.

مررت بمواقف سلبية في الماضي، ولدي طاقة سلبية لا أعرف كيف أفرغها؟ مواقف قديمة مع شخصين، أو ثلاث، أو أكثر لدي نزعة انتقامية شديدة.

إضافة إلى ذلك أفكر كثيرًا في مواقف كثيرة لا فائدة في التفكير فيها، أريد حلا، علمًا أني راجعت الطبيب، ووصف حالتي بأنها وساوس، ولم أستجب للعلاج إلى الآن، تناولت الفافرين 150، علمًا أني عاطل حاليًا، وأبحث عن عمل، فما هي نصيحتكم؟ وهل الجرعة مناسبة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأعتقد أن تعديل نفسك سلوكيًا هو الحل، والحل الأساسي لما وصفته بالطاقات السلبية، اكتب كل هذه الطاقات السلبية في ورقة، ابدأ بأقلها، ثم انتقل إلى أشدها، وبعد ذلك ابدأ في مناقشة كل مشكلة أو طاقة سلبية أو فكرة سلبية، ناقشها نقاشًا مستفيضًا، ثم بعد ذلك ضع الفكرة أو الطاقة الإيجابية المطابقة والمقابلة لها، وسوف تجد أن الإنسان بالفعل يمكن أن يستبدل الفكر السلبي ليجعله فكرًا إيجابيًا، بشرط أن تزرع في نفسك الثقة والأمل والإصرار على التغيير.

وبالنسبة للمواقف القديمة: يجب أن تُقلِّص من هذه الفكرة، فالماضي لا يُفيد اجتراره أو تكراره فكريًا، فالإنسان يجب ألا يتحسَّر على الماضي، وفي ذات الوقت يجب ألا تخاف من المستقبل، المستقبل -إن شاء الله تعالى- كله خير، والتفكير على هذه الطريقة يجعلك تُركِّز على حاضرتك، يجعلك أكثر إيجابيًا، يجعلك مُنظمًا في وقتك، يجعلك تتواصل اجتماعيًا، يجعلك أكثر تسامحًا.

ويا أيها الفاضل الكريم: نزعة الانتقام تُنزع من خلال أن تكون من الكاظمين الغيظ والعافين الناس، هؤلاء مدحهم الحق -عز وجل-، ويجب أن تسعى أن تكون منهم.

مجرد التفكير على هذا النمط يُساعدك، كما أنه وُجد أن الانخراط في العمل الخيري على وجه الخصوص يقتل شأفة الأفكار الانتقامية الشريرة، المسح على رأس اليتيم أيضًا فيه خير كثير، يزيل قسوة القلب التي هي السبب والدافع نحو القوة الشريرة، أي قوة الانتقام.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أخي الكريم؛ اصبر عليه، الفافرين دواء جيد جدًّا، ويمكن أن ترفع الجرعة إلى مائتي مليجرام ليلاً، وتدعمها بعقار يعرف تجارياً باسم (رزبريدال Risporidal)، أو ما يسمى علمياً باسم (رزبريادون Risperidone)، بجرعة واحد مليجرام فقط ليلاً، هذا العقار ممتاز كدواء داعم لإزالة أي فكرٍ وسواسي سلبي، بجانب أن تكون جرعة الفافرين مائتي مليجرام، وهذه يجب أن تستمر عليها – أي الفافرين – مع الرزبريادون لمدة ستة أشهر على الأقل، بعد ذلك توقف عن الرزبريادون، ويمكن أن تخفض جرعة الفافرين إلى مائة وخمسين مليجراما، تستمر عليها حسب نصيحة طبيبك لك، ثم بعد ذلك تُقلل الجرعة، ثم تتوقف عن تناول الفافرين.

أخِي الكريم: العمل قيمة عظيمة، وقيمة الرجل في العمل، والمهارات لا تتطور إلا من خلال العمل، والطاقات والأفكار السلبية لا تزول إلا من خلال العمل، والعمل هو باب من أبواب السعي إلى الرزق، {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} {اعملوا آل داود شُكرًا وقليلٌ من عبادي الشكور}، {هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور}.

فيا أيها الفاضل الكريم: لا بد أن تعمل، ولا أعتقد أنك سوف تتأهل نفسيًا بصورة صحيحة إن لم تعمل.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً