الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندما أكون في اجتماع مع الناس يأتيني انتفاخ في البطن وأصوات وانقباضات

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي؛ أني إذا كنت في اجتماع مع مجموعة من الناس في مكان عام، كغرفة انتظار أو في مكتب، يأتيني انتفاخ في البطن وأصوات وانقباضات داخلية تسبب لي الإحراج، ويعرق جبيني بشكل كثيف جدا.

أصبحت أتجنب الاجتماعات، أو الجلوس في غرفة الانتظار مع الناس في أي مكان، تجنباً لهذه الانقباضات والأصوات.

وأصبحت أتوتر إذا جلست مع الناس، ويعرق جبيني بشكل كثيف، وتأتي الانقباضات والأصوات، وأسرع بالخروج.

أتمنى أن تشخيص هذه الحالة؟ وهل لها علاج نهائي؟ وأتمنى وصف الدواء المناسب؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طاهر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

أخي الفاضل: هذه الحالة بسيطة جدًّا، أنت تعاني من نوع من الرهاب الاجتماعي الظرفي البسيط جدًّا، والإنسان حين يكون في وضع المواجهات يستعدَّ جسده من خلال إفرازات كيميائية معينة، مادة الأدرينالين هي أحد المواد التي تُفرز عند المواجهات، وهي بالرغم من أنها مُحفِّزة للجسم وللنفس وللمشاعر، إلا أن زيادة إفرازها ربما يؤدي بعض الأعراض النفسوجسدية من النوع الذي تعاني منه، إذن العملية عملية فسيولوجية بحتة.

وأريدك أن تصبر على هذه التفاعلات، ولا تتجنب المكان أبدًا، حين يأتيك شيءٌ من انتفاخ البطن أو انقباضات لا تتحرج من ذلك أبدًا، هي لحظية، وسوف تختفي، ومواجهتها وعدم الهروب من الموقف هو من أفضل وسائل العلاج، وقطعًا هنالك أدوية سوف تُساعدك كثيرًا، لكن التغيير الفكري مهم ومهم جدًّا، والتعريض والتعرض وعدم تجنب المواقف هو من العلاجات الأساسية.

وأريدك أيضًا أن تنطلق انطلاقات جديدة في الحياة، انطلاقات اجتماعية، كممارسة رياضة جماعية مع بعض أصدقائك، أن تنضم لأي جمعية خيرية أو ثقافية أو اجتماعية مثلاً، وتمارس بعض النشاطات من خلالها.

طبعًا من الأمور التي ننصح بها دائمًا: الصلاة مع الجماعة فيها خير كثير للإنسان، وكذلك الحرص على الواجبات الاجتماعية.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنت لم تذكر عمرك، لكن إذا كان عمرك أكثر من 20 عامًا - وأحسبُ أنك كذلك - يمكنك أن تتناول عقار (زيروكسات) بجرعة صغيرة، تبدأ بـ 10 مليجرام - أي نصف حبة - تتناولها يوميًا لمدة شهرٍ، ثم تجعلها حبة كاملة ليلاً بعد الأكل لمدة شهرين، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة 20 يومًا، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

هذا من أفضل الأدوية التي تعالج الرهاب الاجتماعي، والدواء سليم بهذه الجرعة، ومدة العلاج أيضًا قصيرة جدًّا نسبيًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً