الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلة الشعور بالدونية والضعف أمام الآخرين وعدم الثقة بالنفس

السؤال

أنا طالب في الجامعة، أدرس كمبيوتر في السنة الأولى، فاقد ثقتي بنفسي، مع أنني أرى أناساً كثيرين أسوأ مني حالاً، ولكنهم أوثق مني بأنفسهم!

أهلي لا يوجد لديهم شغل إلا تلفظهم علي بألفاظ نابية: أن الناس أحسن منك، أنت لا تعرف، وما شابه.

في هذه الفترة أصبحت أشتغل، وأدفع في البيت، وصرت أدافع عن نفسي ولكن بشكل عام كلما أرى شخصاً، أظنه أحسن مني، وهذا كله أظنه من الأهل، فماذا أفعل؟ هل أنا عنيد فاشل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اعلم أخي أن الإنسان الذي يفتقر إلى تقدير ذاته يكون تفكيره سلبياً لا يعرف إلى الإيجابية طريقاً، ولا يعرف كيف يرتقي سلم المجد ويصنع النجاح، وقد يرجع هذا إلى عدة أسباب، منها:

1- عدم إشباع حاجاته المادية والمعنوية في مرحلة الطفولة.

2- تجاهل المشاعر وإنكارها، وعدم القدرة على التعبير عما يجول في خاطره.

3- التعرض للسخرية والتحقير في فترات عمرية طويلة، مما ينمي لديه الشعور بالدونية ويحقر من شأن ذاته.

4- إجبار الفرد على ممارسة أنشطة لا تروق له أو تفوق مستواه العقلي والعمري، مما يعرضه لتجربة الفشل المتكرر.

5- المقارنة بين الأشخاص غير المتكافئين يجعل بعضهم يضخم من حجم ذاته والبعض الآخر يقلل منها.

فهذه -أخي محمد- أسباب قد تجعلك لا تقدر ذاتك، أو لا تعطي اهتماماً لقدراتك ومهاراتك الشخصية، وأنا أريدك أن لا تيأس ويصيبك الإحباط، فأنت تستطيع أن تصنع الكثير بالقدرات والطاقات التي أودعها الله فيك، وطريق النجاح وارتقاء سلم المجد يحتاج إلى جهدٍ ومثابرة، وكما قال الشاعر:
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

وأنا متأكدٌ أن لديك من الطاقة والمهارة ما تستطيع أن تفعل به الكثير، ولكن هذا يحتاج إلى آليات، منها:

1- أن تكون لديك الرغبة المشتعلة في النجاح وتحقيق ما تريده.

2- أن تكون لديك قوة الإيمان التي تساعدك على وصول الهدف، باللجوء إلى الله تعالى والصلاة والذكر وقراءة القرآن.

3- ضع استراتيجية وخطة تستطيع أن تسير عليها، ولا يكن عملك عشوائي دون تخطيط، فالتسرع والعشوائية لا تأت بخير.

4- لابد أن يكون لديك الضمير الحي، وتكون مقتنعاً بما تفعل، فالنجاح يحتاج إلى ضمير وقيم ومبادئ.

5- إيقاظ الطاقة الكامنة في جسمك -فكما قلتُ لك آنفاً- لديك طاقات ومهارات تحتاج إلى إيقاظها واستغلالها الاستغلال الحسن.

6- لابد أن يكون لديك الاتصال الناجح مع الآخرين، وخاصة مع أسرتك، فوالداك لا يريدان لك إلا الخير والنجاح، وأن تصل إلى القمة وتصبح رجلاً يعتمد عليك، فلا تقطع علاقتك مع الآخرين، فأنت في وسط مجتمع كبير.

وأحذرك من لصوص الطاقة الذين يسرقون منك همتك وعزيمتك، ولا يريدون لك النجاح، وهم: القلق، وتشتت الذهن، والإرهاق، وكثرة التفكير، والصحبة الفاسدة، فكلها لصوص تقف في وجهك، فاحذرها، وتجنب الوقوع فيها أو التعامل معها، وتذكر دائماً حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني).

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً