الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مصاب بالوسواس القهري، فهل من علاج لهذا المرض؟

السؤال

مشكلتي شائكة جداً:
المشكلة باختصار؛ أني مصاب بالوسواس القهري، وأمر بضغوط نفسية قاسية، وحياتي مليئة بالانفعالات مما تسبب لي بمرض السكري، بالرغم من صغر سني البالغ 25 سنة، وحينما اكتشفت المرض قمت بجمع معلومات عنه فوجدت أنه يدمر القدرة الجنسية تماماً، لتأثيره المباشر على الأعصاب والدورة الدموية وهرمون التستوستيرون، مما زاد الطين بلة، فتحطمت نفسيتي تماماً، وكنت مقبل على خطبة فتاة فتراجعت عندما اكتشفت بأني مصاب بالسكري.

وأعاني حالياً من فقدان الرغبة الجنسية، قمت بالكشف فوصف لي الطبيب دواء (ديافانس 5 مجم) مرتين يومياً، ساعدوني ماذا أفعل؟

ولدي بعض الأسئلة، أتمنى الإجابة عليها ولكم كل الشكر والتقدير:

هل مجرد الإصابة بمرض السكري يدمر القدرة الجنسية أم أن الخطورة تكمن في ارتفاع معدله في الدم؟ هل علاج السكري له تأثير سلبي على الانتصاب؟ وبالذات علاج (ديافانس) الذي وصفه الطبيب لي؟ هل من الممكن الاستغناء عن العلاج تماماً والمشي على نظام غذائي خالٍ من السكريات؟ علماً بأن السكري عندي من النوع الثاني. ما هو علاج الوسواس القهري نهائياً؟ لأنه حطم حياتي وجعلني أشك في كل شيء حتى في قدرتي الجنسية.

إضافة:

أعاني من الوسواس القهري حيث أشك في كل من حولي لدرجة أني أقوم بالتسجيل لمن حولي لكي أعرف ماذا يقولوا عني في غيابي، ووصل بي الشك في قدرتي الجنسية، علماً بأن عندي مشكلة سرعة القذف، وعندما قرأت عن هذه المشكلة وجدت أنها مشكلة خطيرة جداً، وقد تتسبب في الطلاق، فصرفت النظر عن فكرة الزواج تماماً، وأصبحت تحدث لي عقد نفسية من كل شيء، فمثلاً إذا وجدت شخصاً طلق زوجته تحدث لي عقدة من الزواج وأقول بداخلي: الزواج يعني مشاكل وخلافات وتعاسة وطلاق في النهاية، وإذا علمت أن زوجة قامت بخيانة زوجها تحدث لي عقدة وأقول داخلي: إذا تزوجت فسوف تخونني زوجتي.

وأعاني من انعدام الثقة في نفسي لقصر قامتي، وأقول في داخلي: إذا تقدمت لفتاه سوف ترفضني.

مع العلم أن والدتي تعاني من اكتئاب حاد، وأعيش معها وحدي مما سبب لي اكتئابh بالإضافة إلي الوسواس القهري، وحياتي خالية من الترفيه وتغيير الجو، وخالية تماماً من الأصدقاء.

وبالإضافة إلي هذه العوامل مررت بظروف وضغوط ومشاكل كثيرة، وكل هذا تسبب لي بمرض السكري، وعندما قرأت عن هذا المرض وجدت أنه يدمر القدرة الجنسية مما زاد الطين بلة وزاد رفضي للزواج، أشعر بأنني سوف أموت بدون أن أتزوج، بالرغم من أن حالتي المادية تسمح بالزواج لكن حالتي النفسية محطمة ولا أرغب في تكوين أسرة تعيسة، وهذا جزء بسيط جداً من الواقع الذي أعيشه، ماذا أفعل كي أتخلص من كل هذه العقد النفسية؟ وهل يوجد علاج فعال للوسواس القهري؟ لأنه دمر حياتي.

ساعدوني جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيما يتعلق بالجانب العضوي في حالتك؛ فمرض السكري يؤثر سلباً على القدرة الجنسية للرجل، ولكن بعد الإصابة به لمدة سنين طوال، ومع عدم التحكم في مستواه بالدم أي يكون في ارتفاع مستمر، أما التحكم الجيد في مستوى السكر بالدم فيمنع بإذن الله التأثير السلبي للسكر على الانتصاب والقدرة الجنسية.

وعلاج مرض السكر لا يؤثر سلباً على الانتصاب؛ لذا لا بد من الانتظام على علاج السكر بصورة صارمة للتحكم في مستوى السكر بالدم؛ لتجنب أي مشاكل على الناحية الجنسية.

وعن سرعة القذف؛ فهذا يتم تقييمه وتشخيصه بعد الزواج وبعد انتظام العلاقة الجنسية، والحالة النفسية يكون لها تأثير سلبي على الانتصاب، لذا يجيب عليك د. عبد العليم فيما يتعلق بالجانب النفسي في حالتك.

ومرحباً بك للتواصل معنا لتوضيح أي تساؤلات، والله الموفق.

================================================
انتهت إجابة الدكتور/ إبراهيم زهران استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية وأمراض الذكورة
وتليها إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
================================================

أسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أيها الفاضل الكريم: أعتقد أن المشكلة المركزية والجوهرية بالنسبة لك هي الوساوس، والوساوس أدخلتك في تشابك نفسي ووجداني وفكري سلبي، حتى موضوع مرض السكر وآثاره الجانبية خاصة على المقدرات الجنسية، أعتقد أنه حدث لك تضخم وسواسي حول هذا الموضوع، مما جعلك تعيش حالة الكدر التي أنت فيها.

وباطلاعي على تفاصيل رسالتك؛ رأيتُ أنك أيضًا تُضخم المؤثرات الخارجية، ما تسمعه عن قصص حول المشاكل الزوجية هنا وهناك جعلك تتأثَّر سلبيًا، وكل هذا أعطاك الانطباع بأنك ستكون فاشلاً جنسيًا.

أيها الفاضل الكريم: الآثار المعروفة لمرض السكر وحول تأثيره الجنسي؛ لا أحد ينكرها، هي موجودة لكنها ليست بهذه الشدة، وغالبًا لا تحدث في بدايات المرض، وهي قليلة الحدوث تمامًا في مثل عمرك، المفروض والمطلوب منك هو أن تكون تحت إشراف طبيب السكر ليُعطيك التوجيه الغذائي المطلوب، وإن كان هنالك حاجة لدواء السكري سوف يقوم بوصفه لك.

وعليك أن تجعل نمط حياتك نمطًا صحيًّا، وتمارس الرياضة، ولا توسوس أبدًا حول مقدراتك الجنسية، الجنس أخذ وعطاء، الجنس أمر غريزي، لا تجعل له مساحة كبيرة في تفكيرك، وأقْدِم على الزواج أيها الفاضل الكريم.

أنا أرى أن القضية الأساسية كما ذكرت لك: هي أن يُعالج الوسواس الذي لديك، والوسواس يؤدي إلى الشعور بالإحباط. أنت محتاج بالفعل لأحد مضادات القلق الوسواسي، وأعتقد أن دواء مثل الـ (زيروكسات Seroxat) ويسمى علميًا باسم (باروكستين Paroxetine) أو عقار (زولفت Zoloft) والذي يعرف تجاريًا أيضًا باسم (لسترال Lustral) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) سيكون مفيدًا جدًّا لك، وأرجو أن تذهب إلى الطبيب، الطبيب النفسي، أو طبيب الرعاية الصحية، أيًّا منهم يمكن أن يقوم بوصف أحد هذه الأدوية لك، وخذ بما ذكرته لك من إرشاد.

وبالنسبة لأسئلتك المطروحة أقول لك: مجرد الإصابة بمرض السكر لا يؤدي إلى التأثير السلبي على الأداء الجنسي للإنسان إلا إذا كان السكر متراكمًا وأهمله صاحبه ولم يُعالجه بالصورة المطلوبة.

هل علاج السكر له تأثير سلبي على الانتصاب؟ أبدًا، هذا ليس صحيحًا أبدًا، فأرجو أن تكون قناعاتك قناعات صحيحة ومخالفة لما تظنه الآن.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً