الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بارتباك وتلعثم في الحديث مع النساء وجهًا لوجه

السؤال

السلام عليكم

أعاني من عدد من المشاكل النفسية سأكتبها لكم باختصار:

* الخجل والحياء أثناء مقابلة الغرباء أثناء حضوري للمناسبات.

* في الأماكن المزدحمة أشعر بأن أعين الحضور عليّ وتراقب تحركاتي.

* أشعر بارتباك وتلعثم في الحديث مع النساء وجهًا لوجه.

* الخجل من الأكل في المطاعم.

* عدم وجود الثقة لدي عند إنجاز أي عمل، رغم أنني أتقنه بصفة ممتازة أفضل من زملائي.

* أفضل الوحدة على الاختلاط، وأصحابي دائمًا مجموعة صغيرة، ولا أحب عمل صداقات جديدة.

* كذلك الخوف من المسؤول في العمل من وجود أخطاء في أداء العمل، وإذا وجد الخطأ أخاف من المساءلة والتفكير في العقوبة داخل وخارج العمل، وأشعر بمصيبة.

* لا أحب أحدًا أن يصورني، مع العلم أن لدي خوفاً من انتقاد الناس، رغم أني أحب التصوير، وأملك أغراضًا للتصوير.

أفيدوني بارك الله جهودكم الطيبة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على الثقة في إسلام ويب.

رسالتك قصيرة، لكنها مُعبِّرة ومُرتَّبة، والنقاط التي ذكرتها تُشير وبما لا يدع مجالاً للشك أنك تعاني من رهاب اجتماعي من الدرجة البسيطة إلى المتوسطة.

كل النقاط التي ذكرتها – أيها الفاضل الكريم – مُطابقة تمامًا للمعايير التشخيصية لهذه الحالة، لذا أنصحك أن تذهب وتقابل طبيبًا نفسيًا، أنت تعيش في بلدٍ - الحمد لله تعالى – فيها أطباء متميزون، فنصيحتي لك الأولى هي: أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي؛ ليناقش معك الخطة العلاجية المتكاملة، وتقوم بتنفيذها والمتابعة.

من ناحيتي أقول لك: إن الخوف يُعالج عن طريق الصدِّ والرفض والتحقير..هذا أولاً.

ثانيًا: أنا أؤكد لك أن شعورك بالارتباك والخجل وغيره هي مشاعر خاصة بك، لا أحد يطلع عليها أبدًا، والتغيرات الفسيولوجية التي تحدث، من تسارع بسيط في ضربات القلب وخلافه، هي أيضًا خاصة بك أنت، وأنا أؤكد لك أنك لن تفقد السيطرة أبدًا على الموقف في أي موقفٍ اجتماعيٍ.

النقطة الأخرى وهي مهمة جدًّا: نحن حبانا الله تعالى بمجتمعاتٍ فيها أنشطة اجتماعية مفيدة وواجبة، إذا التزمنا بها، أعتقد أنها تُعالج الخوف الاجتماعي تمامًا، أول هذه الأنشطة أو الواجبات التي يجب أن نقوم بها هي الصلاة مع الجماعة في المسجد، هذا أفضل أنواع التعريض النفسي السلوكي.

النقطة الأخرى هي المشاركات الاجتماعية الفاعلة، وأن نُشارك الناس في مناسباتهم، في أفراحهم، وفي أتراحهم، وزيارة الأصدقاء، وصلة الرحم، وزيارة المرضى في المستشفيات، والمشي في الجنائز، وكما ذكرنا حضور الأعراس مثلاً، والذهاب من أجل التسوّق، والجلوس مع أصدقاء في مطعمٍ مثلاً مرة أو مرتين في الشهر..؛ هذا كله – أيها الفاضل الكريم – يُمثِّل نشاطًا اجتماعيًا جوهريًا ومتاحًا، إن شاء الله تعالى فيه خيري الدنيا والآخرة، وهنالك أجور، وفي ذات الوقت التعرض الاجتماعي على المستوى العلاجي هو أفضل أنواع التعرض السلوكي.

النقطة الأخيرة هي: تناول أحد مضادات المخاوف، وهي موجودة وبسيطة وسليمة جدًّا، وحين تذهب إلى الطبيب -إن شاء الله تعالى- سوف يصف لك أحدها، ومن أفضلها عقار يعرف تجاريًا باسم (زولفت Zoloft)، أو يعرف تجاريًا أيضًا باسم (لسترال Lustral)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline)، أو عقار يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات Seroxat)، ويسمى علميًا باسم (باروكستين Paroxetine).

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً