الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من سوائل الساقين والتي أعقبت الجلطة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حصلت لي جلطة في رجلاي، وأسعفت إلى المستشفى، وعملوا اللازم، عملوا لي (هلبارين وورفارين5).

المهم خرجت من المستشفى وما زالت رجلاي متورمتين، وقالوا لي: إنها عبارة عن سوائل، وإلى الآن لم تذهب السوائل، وذلك منذ شهر.

أرجو أن أجد عندكم حلا لهذه السوائل.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohammed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعرف الشكوى التي وصفتها بجلطة الرجل بالتهاب الوريد الخثري، والناجم عن تخثر دموي في أحد الأوردة العميقة في الأطراف السفلية أو ربما غيرها.

ومن أسباب التهاب الوريد الخثري: الجرح المباشر للأوردة، أو عدوى التهابية من جوار الوريد، خراج قريب أو تقيح عضو مجاور، وقد يكون التهاب الوريد نتيجة ضعف الدورة الدموية في الأوردة بسبب الراحة الطويلة بالفراش.

كذلك من الأسباب: العمليات الجراحية الكبيرة, أو السمنة، أو فشل القلب وقصور وظيفته في سياق الحمل, واضطرابات في وظيفة التخثر, واستخدام بعض الأدوية كالكورتيزونات, ومانعات الحمل الفموية, ووجود أمراض تؤهب لالتهابات الوريد كالذئبة الحمامية, وداء خلوصي بهجت, والأورام البنكرياسة أو المخيخية أو البروستاتية.

المعالجة: عادة هنالك خطورة جدية في التهابات الوريد الخثري، وتكون بسب احتمال حدوث الانصمام الرئوية، أي مغادرة الخثرة من الأطراف باتجاه الرئة، ولذلك هناك حاجة لبدء المعالجة سريعاً بعد التشخيص.

تعتمد المعالجة على تمييع الدم بواسطة الهيارين في البداية، حيث إن تأثيره يكون بعد دقائق من إعطاء الجرعة، ويمكن إعطاء الهيارين بالوريد، أو بالأشكال الحديثة تحت الجلد مرة أو مرتين يومياً، وبحسب التشخيص، ويضاف للهيارين الروارفرين بشكل مضغوطات، حيث إن تأثيره لا يبدأ إلا بعد 3 أيام تقريباً.

هناك حاجة لإعطاء الهيارين في بداية المعالجة، ويتم ضبط جرعة المميعات الفموية بواسطة فحص الـ (INR)؛ حيث يجب أن تكون بين (2-3)، وتستمر المعالجة لمدة 6 أشهر على الأقل؛ لحماية المريض من تكرار التهاب الوريد، والصمة الرئوية.

خلال بدء المعالجة ينصح برفع الطرف المتأثر لتقليل الالتهاب، ولا بد أن يرتدي المريض جوربًا داعمًا مرنًا عند المشيّ، وفي حالات التهاب الوريد الحادة، تكون الراحة في الفراش مطلوبة لمنع الجلطة من التفتت.

لمنع حدوث اختلاطات على مستوى الأوردة السطحية (الدوالي) يفضل وضع جراب ضاغط خلال فترة المعالجة، وهناك اختلاطات للمعالجة بالمميعات، فالنزف يمكن مشاهدته في حوالي 10% من المرضى الذين يتناولون المميعات الفموية.

إن شفاء المرضى من التهاب الوريد تكون غالباً جزئية، وتترك إصابات في مستوى الأوردة العميقة، وسوءا في وظيفة الأوردة، وفي دسامات هذه الأوردة.

وتتظاهر غالباً بعدم انتظام في جدر الأوردة، مع تخرب هذه الدسامات التي تمنع الدم من التراكم في أسفل الساقين، وتساعد على دفع الدم للأعلى.

إن هذه الاختلاطات في الأوردة تؤدي إلى تظاهرات متعددة تسمى بالقصور الوريدي المزمن، وتتألف من الوذمة بسبب نزوح السوائل وبقائها في نسج الساقين، بسبب ضعف في الأوردة المفرغة، وارتفاع الضغط ضمن الأوردة, ويترافق القصور الوريدي المزمن بالتغيرات اللونية في جلد أسفل الساق، وارتفاع حرارة الطرف, وفي المراحل المتقدمة يمكن ملاحظة تقرحات مؤلمة.

إن علاج هذه التناذر صعب، ويتطلب من المريض لبس جراب ضاغط لسنوات عديدة، وتناول محسنات الدوران الوريدي، وتغير نمط الحياة للابتعاد عن الوقوف، أو الجلوس المديد.

أخي الفاضل: لا يمكن الحكم عما ستؤدي نتيجة المعالجة عندك قبل مرور 6 أشهر من متابعة المميعات الفموية، ولبس الجوارب الضاغطة.

مع تمنياتي لك بتمام الشفاء بعونه تعالى.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً