الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد الزواج من أرملة ووالداي لم يوافقا ..ما النصيحة؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 27 سنة، أحببت فتاة أصغر مني بــ 6 سنوات، فهي أرملة، ولديها 3 أولاد، تم أخذ أولادها منها بسبب خلافات مع أهل الزوج بعد وفاة الزوج.

والآن أريد الزواج من الفتاة، فهي صاحبة دين، ولا يوجد عليها أي عيوب بنظري، ولكن أمي ترفض زواجي أو ارتباطي بها، وتقوم بشتم الفتاة والكلام عليها، وأبي يوافق أمي في الرأي، لا أعرف لماذا هذه النظرة الرجعية للفتاة المطلقة أو الأرملة في مجتمعنا؟ أنا أحب هذه الفتاة وأريدها، ولا يهمني إذا كانت أرملة، أريد الزواج بها.

لو لم يوافق أهلي؛ هل هناك إثم أو ذنب؟ أرجو النصيحة منكم.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ التائب إلى الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرجبا بك ابننا الفاضل في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، ويحقق لنا ولكم الآمال.

إذا كان الأمر مجرد فكرة؛ فرأي الوالدين أولى بالمتابعة، وقد رغب النبي في زواج الأبكار، وقال لجابر: (هلاّ بكراً تلاعبها وتلاعبك).

كما أن من السعادة أن يفوز الإنسان بزوجة صالحة، ويرضي بها الوالد والوالدة، لأن في ذلك عوناً لك على أداء الحقوق للطرفين، فالشريعة التي تأمرك ببر الوالدين هي الشريعة التي تنهاك عن ظلم الزوجة.

أما إذا كنت قد تقدمت في العرض، فاجتهد في إرضاء والديك، واطلب مساعدة العلماء والوجهاء والعقلاء، وتوجه قبل ذلك الى رب الأرض والسماء، فإن قلب والديك وقلوب الناس بين أصابع الرحمن يقلبها ويصرفها كيف يشاء.

وأنت أعلم بطرق الوصول إلى إرضاء والديك وتفهم وجهة نظرهما، وانظر إلى مقصدهما ومرادهما، وزد من برك لهما، ولا تقابلهما إلا باللطف والاحترام.

وثق بأن القرار الصحيح يبنى على قواعد وتأمل للعواقب، إن قرار الزواج بيدك، ودور الأطراف الأخرى توجيهي وإرشادي، إلا إذا كان رأي الوالدين مبنياً على اعتبار شرعي، فلا تملك إلا أن تطيعهما، إما إذا كان غير ذلك؛ فلك أن تمضي فيما أردت شريطة أن تجعل رضاهما هدفاً ومطلباً مستمراً.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يعينك على بر والديك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات