الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا حامل وأعاني من الاكتئاب وكثرة البكاء والعزلة، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا سيدة متزوجة، عمري 25 سنة، حامل في الشهر الثاني، أعاني من الاكتئاب الشديد، وكثرة البكاء والعزلة، ولا أود الاختلاط بأحد، تأكدت من سلامة نبض الجنين -والحمد لله-.

سؤالي بخصوص حبوب الاكتئاب، ما هو أفضل نوع يمكن استخدامه، ويكون آمنا أثناء الحمل؟ وأيضا أنا خائفة من استمرار الأعراض إلى ما بعد الولادة، فما هو النوع الآمن لما بعد الولادة؟ علما أنني سوف أستخدم الحبوب دون علم زوجي.

قبل الحمل كنت أستخدم حبوب موتيفال، حبة واحدة لمدة يومين أو أربعة أيام تقريبا، وأتوقف، وكان استخدامي لها فترات متباعدة، من شهرين إلى شهرين، لأنني أصبت بنوبة هلع وقلق وخوف من الموت، قبل أربع سنوات تقريبا.

أتمنى إفادتي، فأنا في حالة قلق على الجنين، وبنفس الوقت لا أريد لحالتي أن تسوء، وأنا لا أستطيع ان أذهب إلى طبيب مختص، ولا أريد أن أخبر زوجي، أو أشعره بشيء؛ لأنه صعب الاقتناع.

استشرتكم، وأتمنى أن أجد الإجابة الشافية منكم دون اللجوء لمشفى، شاكرة لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الحنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن شاءَ الله تُتِمِّين حملك وتقومين بالسلامة، وقد ذكرتِ في رسالتك أنك كنت تعانين من اكتئاب شديد، ولكنك تحسَّنت بعد استعمال حبوب الموتيفال – كما ذكرت – لمدة لم تتعدَّى أربعة أيام.

أولاً: الموتيفال ليس من المضادات القوية للاكتئاب، ولكنه علاج خفيف يُعالج القلق، فهذا يعني على الأقل أن الاكتئاب لم يكن شديدًا في مفهومنا الطبي.

ثانيًا: كل مضادات الاكتئاب تحتاج لفترة أسبوعين على الأقل ليبدأ المفعول، وستة إلى ثمانية أسابيع لظهور نتائج ملموسة في التخلص من معظم أعراض الاكتئاب.

ولكن هذا لا ينفي أنك فعلاً كنت تحسين بالضيق والمعاناة في حياتك، وإن لم تذكريها بصراحة، ولكني لامستها من خلال كلامك خاصة كلامك عن زوجك، وإصرارك على أنك لا تريدين أن يعلم أنك تتناولين الأدوية، لأنك ذكرت أنه ليس متفهمًا، وهذا يعكس العلاقة بينكما، فيجب أن تكون العلاقة مبنية على الصراحة والدعم النفسي، فليس هناك عيبٌ في العلاج النفسي، بل إن كثيرًا من الأزواج يحضرون زوجاتهم للعلاج في عياداتنا.

لذا عليك أن تحاولي أن تلجئي إلى قريبة أو صديقة للتحدُّث معها عن مشاكلك، فهذا يفيدك كثيرًا في إفراغ ما تعانينه من ضيق وتوتر، وقد يُساعدك دون اللجوء إلى تناول أي حبوب أو أدوية، ولكنني لا أعلم ظروفك الخاصة، وقد لا يكون هنالك شخصٌ ما قريب أو صديق بجانبك، وتُريدين الاستعانة بالأدوية، فالبروزاك بجرعة عشرين مليجرامًا هو مضادٌ للاكتئاب، و-إن شاء الله- ليست له مضاعفات مع الحمل، حسب ما أوردتْ كثير من الدراسات والبحوث الطبية، ويمكن أيضًا استعماله بعد الولادة.

وفقك الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً