الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هناك أمل في التخلص من الوسواس القهري نهائيا؟

السؤال

السلام عليكم..

عمري 17 سنة، أدرس في مرحلة الثانوية العامة، عانيت من الاكتئاب لمدة سنة، وانخفضت قدراتي الدراسية بشكل فظيع، حيث انخفض تقديري من ممتاز جدا إلى جيد.

ذهبت إلى الطبيب النفسي وأخبرته ما أعاني من أعراض، وشخص حالتي على أنها انخفاض في هرمون السيروتونين، نتج عن بدايات مرض الوسواس القهري، كما أعاني من أعراض الذهان، وأعطاني دواء بروزاك ولم يجد نفعا، ثم أعطاني ريسبردال 1 ملجم، وأنا أتناوله منذ 7 أشهر.

المشكلة هي أنني في مرحلة الثانوية العامة، وحياتي كلها متوقفة على شهادة الثانوية العامة، وأريد أن أطمئن، هل تصل نسبة الشفاء من الوسواس القهري إلى 100%؟ وهل سيعود هرمون السيروتونين إلى نسبته الطبيعية؟ وهل ستعود قدراتي العقلية إلى ما كانت عليه؟ وما هي المدة اللازمة للعلاج بريسبردال؟

أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rouzan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مع تقديري التام لمشروعية الأسئلة التي طرحتها، إلا أن هناك أشياء يجب علينا أن نوضحها في عملية التشخيص في الطب النفسي.

أولاً: التشخيص في الطب النفسي يُبنى عادةً على متلازمة من الأعراض والعلامات النفسية التي تظهر في وقتٍ محدَّدٍ، وتأخذ مسارًا معينًا، وتؤثِّر على الشخص في وظائفه المختلفة وحياته، تستجيب لعلاجات معينة أو في بعض الأحيان لا تستجيب للعلاجات.

إذًا عندما يُذكر لك أن نسبة السيروتونين –وهي مادة معروفة في مخ الإنسان منخفضة أو مرتفعة– فهذا ليس تشخيصًا، وقياس نسبة السيروتونين في المخ ليست عادةً مُتيسِّرة بصورة روتينية في المختبرات الطبية المختلفة، أما الكلام عن انخفاضه فهو محاولة من المحاولات النظرية لتفسير ما يجري في مخ الإنسان من تفاعلات كيميائية قد تُسبب كثيرًا أو بعض الأعراض التي يشكو منها من يعانون من أعراض نفسية.

وقد تمَّ اكتشاف هذا الشيء لدرجة الاستجابة التي تستجيب لها بعض الأمراض من بعض الأدوية التي ثبتتْ بما لا يدع مجالاً للشك أنها تعمل من خلال زيادة نسبة السيروتونين في مخ الإنسان، خاصة مرض الاكتئاب النفسي.

ثانيًا: ذكرتِ أنه شُخِّصتْ حالتك بالاكتئاب، وذكرتِ أنك تعانين من أعراض الذُّهان، والاكتئاب شيءٌ والذُّهان شيءٌ آخر، ولم تذكري في رسالتك ما هي أعراض الذُّهان التي تعانين منها، كي نقارن بينها وبين أعراض الاكتئاب، لأن هناك ما يُسمى بالاكتئاب الذُّهاني، أو قد يكون شخصًا عنده ذُهان ويُعاني من بعض أعراض الاكتئاب، فهما حالتان طِبيَّتان معروفتان عندنا.

الشيء الآخر أنك طلبت المساعدة من علاج الوسواس القهري، بالرغم من أنك لم تذكريه في رسالتك، إمَّا أعراضه، أو ذكرتِ أن تمَّ تشخيصك. وأود أن أوضح شيئًا مهمًّا –يا ابنتي الكريمة-:

إن هذه المصطلحات الطبية يستعملها عادةً الأطباء، ويُعرِّفونها تعريفات مُحددة لتسهيل التواصل بين بعضنا البعض، وأحيانًا عندما تُذكر للمرضى قد لا تكون ذات فائدة كبيرة، والأجدر أن يُشرح المرض عموميًّا ويُشرح علاجه ومآلات المرض ومآلات العلاج.

وبما أنك في مرحلة –وهي كما ذكرت مرحلة حساسة ومهمة للإنسان، وهي مرحلة المراهقة–؛ فإنني أرى من الأفضل والأفيد إمَّا أن تُراجعي طبيبك الذي ذكرتِ أنه قام بتشخيص حالتك، وتشرحين له المرحلة التي وصلت إليها من العلاج، لأنه أقدر على التقييم والشرح، أو إن كنت غير مرتاحة مع هذا الطبيب فيمكنك أن تقابلي طبيبًا آخر ليقوم بفحصك، ومن ثمَّ إعطائك العلاج.

وفقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً