الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل لكثرة التفكير بالطريقة المرضية هذه علاج؟

السؤال

السلام عليكم

أعتذر عن أسئلتي الكثيرة

أنا عندي مشكلة في التفكير، طول الوقت أفكر، وعند الاستيقاظ من النوم أفكر، وفي الماضي والحاضر والمستقبل، وكل ما حصل لي، والذي كان من المفروض أن يحصل، وكل شيء ممكن أن يتخيله أحد، وفي العمل أفكر الأربع وعشرين ساعة، حتى عندما أقوم من النوم وأفتح عيني والله أجد دماغي يفكر لدرجة أني تعبت واختنقت!

هل لكثرة التفكير بالطريقة المرضية هذه علاج؟

أفكر في جميع الاحتمالات لكل موضوع، يعني أفكر له في مليار احتمال قبل ما يحصل وعلى مدار ال 24 ساعة، أقعد أستغفر؛ كي أصرف دماغي قليلا عن التفكير، ولكن بعد خمس دقائق يرجع يشتغل ويفكر.

ما الحل؟ أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أولاً: نقول لك: التفكير في الماضي وما حدث فيه من أحداث سواء كانت إيجابية أو سلبية فهي قد مضت وولت، ولا نستطيع إرجاع ما حدث في الماضي، لذلك ينبغي إغلاق هذا الباب نهائيا؛ لأن التفكير فيه غير مجد ومضيعة للوقت، فالماضي نستفيد منه فقط في كيفية تجنب التجارب الفاشلة، وكيفية تدارك الأخطاء السابقة. أما التفكير في الأحداث المستقبلية فهي لم تأتِ بعد، والتفكير لا يغير من وقوع الأقدار، فهي لا محالة كائنة شئنا أم أبينا، والمطلوب هو التخطيط للمستقبل بنظرة مشرقة، وبروح تفاؤلية، وندعو بالخير، فالدعاء يصارع البلاء، كما علمنا -صلى الله عليه وسلم-، وأمر المؤمن كله خير سواء في السراء إذا شكر، أو في الضراء إذا صبر.

عش الحاضر -أخي الكريم- واستمتع بما فيه، وكن واقعياً، واستخدم عقلك وفقاً لمتطلبات الواقع، ولا تشغل نفسك بما ليس في مقدورك تغييره أو تحويله، استخر الله تعالى عندما يصعب عليك الاختيار بين أمرين، أو في قرارات تتعلق بالمستقبل، واستعن بالله وتوكل عليه إذا عزمت على أمر، وتدرب على طريقة حل المشكلات بالطريقة العلمية، وذلك بتحديد المشكلة وأسبابها، واقتراح مجموعة من الحلول لحلها، ودراسة هذه الحلول بدقة، وفحص إيجابياتها وسلبياتها، ثم اختيار أحسن الحلول.

تيقن أنه لا يصيبك إلا ما كتب الله لك، ولا أحد يأخذ رزقاً كتبه الله لك. وليكن فكرك مشغولا بكيفية إرضاء الله تعالى؛ ليكفيك شر ما أهمك، ولا يزال لسانك رطبا بذكر الله تعالى وبالاستغفار؛ فإنه مفتاح الفرج.

مارس تمارين الاسترخاء العضلي بشكل يومي وعند اللزوم، وتجد تفاصيلها في الاستشارة رقم: (2136015) لخفض التوتر والقلق الناتج عن التفكير.

وفقك الله تعالى لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً