الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل توجد أدوية فعالة للرهاب، ولا تتعارض مع مرض الربو؟

السؤال

كنت أعاني من الرهاب الاجتماعي، وتعالجت عند طبيب نفسي، وتحسنت حالتي ولله الحمد،
(استخدمت أقراص فافرين، وبعدها انتقلت لطبيب آخر أعطاني أقراص سبرالكس) وتركت العلاج منذ فترة ولله الحمد، ولكن طبيعة عملي تتطلب أحيانا اجتماعات، وكنت آخذ قبل الاجتماع أندرال، وهو علاج فعال للرهاب، لكن واجهتني مشكلة، وهي تعارضه مع مرض الربو الذي أعاني منه.

سؤالي: هل توجد أدوية فعالة مثل أندرال تؤخذ عند الحاجة فقط، وليس بشكل يومي، ولا تتعارض مع مرض الربو؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمدان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: الحمد لله فقد تحسنت معظم الأعراض التي كنت تعاني منها فيما يخص الرهاب الاجتماعي، وكلامك في محلِّه، فإن الإندرال يتعارض مع مرض الربو، ولكن دعني أشرح لك ما هي وظيفة الإندرال.

الإندرال ليس علاجًا للرهاب الاجتماعي، ولكنه يُعالج خفقان القلب والتعرُّق والرعشة التي تحدث عندما يواجه الشخص موقفًا اجتماعيًا مُحددًا، وطالما كانت هذه الأشياء ما زالت تحدث معك فيمكن أن نقول: إنك لم تتشافى تمامًا من اضطراب الرهاب الاجتماعي، فإذن عليك بالالتزام بالعلاج حتى تخفَّ هذه الأعراض، ولا تحتاج أن تتناول الإندرال أو غيره.

علاج الرهاب الاجتماعي شقين أو قسمين: علاج دوائي، فكما ذُكر لك إمَّا السبرالكس أو الفافرين، أيهما ترتاح إليه، فيجب أن يكون هذا العلاج مع علاج معرفي سلوكي، إذ يكونان جنبًا إلى جنب.

إذًا عليك أن تقابل معالجًا نفسيًا ذو دراية بالعلاج المعرفي السلوكي، ويُعطيك جلسات مُحددة، تبدأ فيها بمواجهة المواقف الأقل شدة، أو المواقف التي لا يكون فيها اضطرابًا شديدًا، ويُعلِّمك الاسترخاء عند مواجهة هذه المواقف، ثم تنتقل للمواقف الأكثر صعوبة.

يمكن أن يكون هذه التدريبات في الخيال أولاً، أي تتخيل مواقف معينة ترهب منها، حتى يحصل لك التوتر والضيق وتسترخي، فهذا جائز وناجع، أو تواجه المواقف في الواقع وتتعلم الاسترخاء قبلها، وتتعلم كيفية الاسترخاء، فهذا أفضل من تعاطي الإندرال، وتدريجيًا إذا واصلت في العلاج السلوكي مع العلاج الدوائي معًا لعدة أشهر فإن شاء الله سوف تختفي أعراض الرهاب الاجتماعي نهائيًا، وعندما تتوقف من السبرالكس فإنه لن يعود لك التوتر والخفقان.

وفقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً