الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندما أركب وسائل المواصلات تصيبني دوخة وغثيان وترجيع!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من دوخة المواصلات "الدوار"، وهي مشكلة منذ الصغر، أعاني منها وهي أنني عندما أركب المواصلات تصيبني دوخة وغثيان وترجيع، فقد أصبحت أرفض الخروج بالمواصلات نهائيًا كي لا أفسد النزهة أو الخروج بسبب هذه المشكلة.

ولكن تفاجأت أن هناك بعض الحالات الشاذة، وهي أني ركبت المواصلات مرتين أو ثلاثا وكان الطريق طويلا ويستغرق مدة طويلة ذهابًا وعودة وأفاجأ أنني لم أصب بالدوخة والغثيان، وأصل البيت سليمًا تمامًا، في حين أنه بعض الحالات يستغرق فيها الطريق مدة قصيرة في الذهاب والعودة، وأصاب عندها بالدوخة الشديدة والغثيان والترجيع!

تصفحت عن هذا الموضوع في بعض المواقع، ووجدت أن السبب هو التهاب في الأذن الوسطي، وعلى ذلك ذهبت إلى دكتور أنف وأذن وحنجرة وغسل لي أذني فقط، ولكن بلا جدوى، حتى شككت أن السبب هو التهاب في الأذن الوسطى كما قرأت.

اخذت الكثير من الأقراص والحبوب للدوخة والغثيان والترجيع التي تؤخذ قبل الركوب بمدة قصيرة، ولكن بلا أي جدوى، ومن هذه الأقراص "ديزيريست ".

أتمنى أن تطلعوني على الحل والعلاج كي أصبح طبيعيًا، وأستطيع ركوب المواصلات بلا خوف أو رهبة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

أخِي: بالفعل هذه الحالات ربما تنتج من التهاب في الأذن الداخلية، وربما يكون هنالك نوع من الخلل البسيط في جهاز التوازن الموجود خلف الأذن، والذي يُعرف باسم (لابرينث) وهذه الحالات مثل دوَّار البحر، تحدث بصفة متقطِّعة، وقد يلعب الجانب النفسي فيها دورًا، هذا الأمر معروف؛ لأن الحالة في حدِّ ذاتها مُخيفة بعض الشيء، وتجربة الخوف هذه إذا حدثت لأي إنسان في مرَّاتٍ سابقة سوف تظلُّ موجودة في خياله وكيانه ووجدانه، مما يجعل الإنسان عُرضة لنفس النوبات في مستقبل الأيام، أي حين يتعرض لنفس الموقف، وفي حالتك عند ركوب السيارات.

وكما ذكرتَ أنك حين تذهب في طريقٍ طويلٍ ولمسافةٍ بعيدةٍ قد لا يحدث لك شيء، وهذا دليلٌ على أن التكيُّف والتواؤم يُعالج حالتك، وهذا بالطبع يجعلني بالفعل أشك أنه ربما يكون لديك علة بسيطة في جهاز التوازن، مع وجود نوع من قلق المخاوف الذي أصبح مرتبطًا بهذه المواقف.

أيها الفاضل الكريم: أرى أن تتجاهل هذا الأمر تمامًا، وتُعرِّض نفسك للمواقف هذه التي تحسُّ فيها بالدوَّار وعدم الراحة، ويوجد دواء يُسمى (استماتيل Stemitel) من الأدوية قديمة جدًّا، تتناوله بجرعة خمسةَ مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ مثلاً، وبعد ذلك تتوقف عن تناوله.

أيها الفاضل الكريم: أهم شيء ألا تتجنب هذه المواقف؛ لأن التجنب سوف يزيد منها، والاقتحام والإقحام والمواجهة دائمًا هي من أفضل أنواع العلاجات.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً