الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وساوس وأعراض مختلفة، ما التشخيص وما العلاج؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تقدمت باستشارتين للموقع، وكان الرد جميلًا ومبسطًا، وأشكركم على ما تقدمونه.
الحمد لله رجعت عند أهلي بعد عناء، والحمد لله تحصيلي الجامعي كان جيدا رغم حالتي، أنا ما أحس أن الدنيا حلم فقط، وإنما أحس فيها شيئا غريبا، يعني أحس أني أعيش بعالم مجسمات مثل الصور أو كأن حياتي تمر علي وأنا فقط أعيش، وحاضر بجسدي، ودائما تأتيني وساوس وأفكار عن الإنسان وعن الله سبحانه وتعالى -أستغفر الله-، وكل ما أنتهي من فكرة؛ أجد نفسي ضائعًا بفكرة ثانية.

أرتاح عندما أرجع إلى البيت، وأحس أن اليوم انتهى، مع العلم أني دائمًا أسأل نفسي: أي يوم هذا؟ ناسٍ للأيام. ودائما أحس أن الوقت طويل، والله لقد كرهت حالي، ودائما أحس رأسي ثقيلًا، والدوخة بكل وقت، وأنا لا أعرف كيف أخبر أهلي أو غيرهم؛ لأني أحس أنهم يستغبونني.

صرت أحس نفسي مثل الأهبل، أو بعد أيام سأجن، أسأل نفسي: هل أنا مصاب بمرض نفسي أو بمرض عقلي أو أنه وهم؟ أو أني في مراحل إصابتي؟

كنت عندما أدخل للصلاة بالجامع تبدأ الوساوس، وأحس عندما أكون بالجامع كأني داخل تلفزيون أو مع دمى، نسيت كيف كنت، نسيت حالي!

دائما يأتيني شعور في الليل أني نائم، وأن جسمي يمثلني، وأيضا ظاهرة (الديجافو) أصبحت تتكرر معي كثيرا، أحس أني ضائع، ودائما سرحان، والحمد لله أنه إلى الآن لم يلاحظ أحد من أصحابي أو من أهلي شيئا، لكني تعبت من نفسي، وتعبت من وسواس أني إنسان، وأني سأجن، وأني سأصبح عالة على أهلي. أيضا أعاني من صداع شديد، وأحس بدوخة.

والحمد لله على كل شيء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخِي: أنت لديك قلق نفسي، ولا شك في ذلك، والقلق أدى إلى وساوس ذات طابع قهري، وهذا كله جعلك تحسُّ بأعراضك الجسدية، وحتى ظاهرة الديجافو مرتبطة قطعًا بالقلق، وكذلك الإجهاد النفسي، وربما شيءٌ من الإجهاد الجسدي.

حالتك –أخِي الكريم– واضحة جدًّا كما ذكرتُ لك، والمطلوب منك أن تُكثر من ممارسة الرياضة، ومن التمارين الاسترخائية، وأن تُفرِّغ عن نفسك، أن تتحدَّث، أن تتكلَّم، أن تتواصل، أن تعرف أن للنفس محابس لا بد أن نضبطها، متى نفتحها، متى نغلقها، هذا التنفيس النفسي مهمٌّ جدًّا في حياتنا، وهذا يجب أن نربطه أيضًا بالتفكير الإيجابي.

أخِي: كل فكرةٍ تحسُّ أنها فكرة وسواسية، مثلاً عندما تدخل المسجد للصلاة، حين يتطرق هذا الوسواس يجب أن تتعامل معه بحزمٍ شديدٍ، لا تُناقشه، إنما حقِّره وارفضه وأغلق الباب عليه.

أخِي: أنت تحتاج قطعًا لدواء مضاد للوساوس وللقلق، وإن استطعت أن تذهب إلى طبيب نفسي أعتقد أن ذلك سيكون أمرًا جيدًا ومطمئنًا لك، وإن لم تستطع فأنا أقول لك أن عقار (زيروكسات Seroxat) والذي يسمى علميًا باسم (باروكستين Paroxetine) سيكون مفيدًا جدًّا لك، والجرعة هي 12.5 مليجراما، هذا زيروكسات يسمى (CR) تتناوله يوميًا ليلاً بعد الأكل لمدة شهرٍ، ثم تجعل الجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى 12.5 مليجراما ليلاً لمدة شهرين، ثم 12.5 مليجراما يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم 12.5 مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أخِي الكريم: كل الفكر السلبي الذي يُشعرك أنك سوف تُصبح عالة، أو أنك سوف تدخل في اختلال عقلي، هذا فكرٌ يجب أن يُحقَّر، ولا تُناقشه، ولا تُحلله، ولا تُشرِّحه، وانظر إلى الحياة بإيجابية.

إحساسك بالصداع والدوخة قد يكون قطعًا من القلق، لكن يُحبذ أن تمُرَّ أيضًا على الطبيب في الرعاية الصحية الأولية؛ ليقوم بفحصك فحصًا عامًا، وتُجرى لك بعض الفحوصات الطبية الروتينية، هذا يُطمئنك كثيرًا –أخِي الكريم-.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً