الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أختي سريعة الغضب رغم أنها تعيش مع القرآن.. فكيف يمكنها التخلص من هذه الصفة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أختي الكبرى فتاة حافظة للقرآن الكريم -ولله الحمد- تحاول كثيرا الالتزام بأحكامه، ولكنها ﻻ تعرف كيف تكون فتاة صالحة، عابدة لله، كيف تغير من سلوكها؟ حيث أنها -هداها الله- سريعة الغضب بحكم أن لديها القولون العصبي، مما يشعرها بالندم فيما بعد.

تريد أن تغير حياتها وسلوكها وتغير نفسها، فوالله تخشى أن يواخذها الله بالقرآن الذي في قلبها، علما أنها تحب الخلوة مع الله، فتبكي بحرقة في سجودها، وتطلب من الله أن يغفر لها، فهل -جزاكم الله خيرا- من نصيحة تسلك على مسارها وتغيرها للأفضل؟ كيف تكون فتاة صالحة عابدة لله؟ وكيف تكون من أوليائه المتقين؟ وهل من نصيحة لحل مشكلة الغضب لديها؟

جزاكم الله خيرا، وزادكم علما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ we jd an حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك وبشقيقتك -الحافظة لكتاب الله- في موقعكم، ونشكر لك الاهتمام بأمرها، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقها ويصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم الآمال.

فهنيئا لمن حفظت حروف القرآن، وهي تحاول وتجتهد في المحافظة على حدوده، ونسأل الله أن يهدينا جميعا لأفضل الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو، ولا يصرف سيئها إلا هو.

وأرجو أن يعلم الجميع أن تغيير السلوك ممكن، وأن القرآن والصيام وكل ما شرعه الله سبحانه وتعالى فيه عون على تغيير السلبيات، وصلاح الأحوال، ولكي تتخلص من الغضب عليها أن تلجأ إلى الله الوهاب، وتبتعد عن أسباب التوتر والغضب، وتتذكر أن الغضب من الشيطان، وتتذكر آثاره الخطيرة على صحتها وعلاقاتها، وتعرف مقدار الدنيا، وأنه ليس فيها ما يستحق أن يغضب الإنسان لأجله، وأن توقن أن الأمور في الدنيا لا تسير على هوانا.

فإذا شعرت بالغضب، فعليها أن تتبع الوصفة النبوية، فتتعوذ بالله من الشيطان، وتذكر الرحمن، وتمسك اللسان، وتغير المكان، وتهدئ الأركان، فتجلس إن كانت قائمة، وتستلقي إن كانت جالسة، فإذا لم يذهب الغضب، تتوضأ وتصلي، وأن تتذكر منظرها وحالها عند الغضب، فالغضب من الشيطان، وقد أمرنا بمخالفته، واتخاذه عدوا، وعليها أن تجعل غضبها لله، وأن تجالس الحليمات، وأن تتكلف الحلم والتصبر، ومن يتصبر يصبره الله، أن تنوي الالتزام بوصية النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن طلب الوصية مرارا، حيث قال له:" لا تغضب" ثلاثا.

وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسعد بدوام تواصلكم وتواصلها مع الموقع، ونتمنى أن تعرضوا لنا مستقبلا مواقفا حصل فيها الغضب، حتى يحصل تقييم للوضع، وفهم للواقع، والتعرف على النفسيات وأنماط الشخصيات، ونسأل الله أن يوفقكم وأن يرفعكم درجات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً